حيرة الفتاة وترددها في إتمام الزواج أو طلب الطلاق خوفاً من الانتقام بعد الزواج

0 516

السؤال

السلام عليكم!
أنا بحاجة ماسة لمساعدتكم، أنا عمري الآن 25 سنة، خطبني ابن عم لي قبل 6 سنوات، عمره الآن 32 سنة، أنا عشت في الأردن، أما خطيبي فقد كان طيلة الوقت في أمريكا، أنا بقيت في الأردن بسبب دراستي، وهو بقي هناك بسبب دراسته وعمله أيضا، ولكن كتابنا مكتوب منذ البداية، المهم هو كان يريد الزواج منذ البداية، ولكني رفضت لرغبتي بإكمال دراستي في بلدي؛ ولهذا السبب لم نتزوج.

ذهبت لزيارته في أمريكا عدة مرات، وكنت أقيم عند بيت عمي الآخر في أمريكا أثناء زيارتي لخطيبي - وهو عمنا كلانا - اتفقت أنا وهو أن أدرس سنة في الأردن ثم أذهب عنده للاستقرار والزواج، وإكمال دراستي هناك، ولكني بعد أن أمضيت السنة الدراسية الأولى قررت إكمال دراستي في الأردن، وكان لأمي دور كبير في قراري هذا، ولكن ذلك لم يعجبه، ولكنه في النهاية قبل، وأظن أنه قبل على مضض!
خطيبي من النوع الطموح، ويحلم بأسرة وحياة فيها حركة، وعمل، وإنجاز، ومساهمه للحياة!
أيضا كان يحب كثيرا أن أكون أكثر مرحا وحركة معه، ولكني من النوع الخجول جدا، ولا أستطيع أن أكون كباقي البنات، هذا طبعي.
أنا لم أكن مرتاحة في البداية لهذا الزواج؛ نظرا لأني كنت صغيرة، وأيضا لتدخل وضغط الأهل، ولكن في السنة الثانية بدأت أشعر بأني أحبه! المهم وبعد مرور الزمن، وللأسباب المذكورة سابقا، وهي رغبته في الزواج والتدخلات، وحيائي وخجلي الزائد، والبعد، والمسافة، والغربة، وانشغالي الشديد بدراستي الصعبة (الهندسة) بدأت علاقتنا بالفتور، وظهرت الخلافات على السطح، حتى بدأت أشعر أنه لا يريدني زوجة له، وهو أيضا أصبح يشعر بنفس الشيء!

ومضت الأيام، بل السنوات، وكنا أحيانا نتصالح، ثم نتخاصم، وأحيانا ننقطع عن التواصل لأشهر، حيث كانت علاقتنا عبر التلفون والإيميل، وخلال هذه الفترات كنا مشغولين: أنا بدراستي، وهو في عمله، ودراسته.

السنة الماضية جاء لزيارتنا، وزيارة أهله في الأردن، وحدث بيني وبينه بعض الخلافات، ولكن قبل سفره بثلاثة أسابيع إلى أمريكا طلب مني الزواج، وكنت في آخر فصل من دراستي الجامعية، ولكني رفضت، وأخبرته أني يجب أن أنهي الدراسة أولا، ثم نتزوج، ولكنه أصر وألح محاولا إقناعي، وأخبرني أن نتزوج، وبعد انتهائي من الدراسة بعد أربعة أشهر أذهب إليه، فوافقت، ولكني في اليوم الثاني غيرت رأيي نتيجة تدخل أمي؛ فهي تعتقد أنه عصبي قليلا، وخاصة بعد قليل من الخلافات التي حصلت!

وأنا نفسي كنت مترددة! وعندما أخبرته بتغيير رأيي، غضب جدا في داخله، ولكن لم يظهر ذلك! وقام بإخبار أبي وعمي -عمه أيضا- بما حصل، فهو يريد الزواج، ولكني كنت متخوفة!
المهم والدي لم يكن صاحب القرار، بل أمي، وانتهى الموضوع عند هذا الحد، وسافر وهو مستاء جدا، وهناك بدأت علاقتنا بالفتور أكثر وأكثر!
المهم أنهيت دراستي، وبدأت أسأله عن زواجنا، ولكنه أخبرني أنه مستاء لما حدث قبل سفره عائدا إلى أمريكا بدون زواج عندما حضر للأردن في زيارته الأخيرة، وتعمقت الخلافات حتى إننا انقطعنا لفترة طويلة! المهم هو كان مشغولا جدا بعمله، وأنا لم أكن متأكدة مما سيحدث، ومتى سنتزوج، ولم أكن متأكدة من رغبتي في هذا الزواج؛ نظرا للمشاكل السابقة التي حدثت، ونظرا لتدخل أطراف أخرى!
المهم عشت هذه الفترة وأنا محتارة ولا أعرف ماذا أفعل، وفي شهر يوليو الماضي هاتفني، وسألني للزواج، ولكني وجدت نفسي أخبره أن تركنا وانفصالنا أفضل، وتفاجأ بذلك، وأخبرني أنه يحبني، ولكني أصررت على الترك، ثم جاء إلى الأردن، وبدأت الوساطات والتدخلات للإصلاح، ولكني رفضت!

ولا أخفي عنكم أني كنت راغبة فيه، ولكني متخوفة! وأيضا أمي وتدخلاتها، المهم، خلال تواجده في الأردن ولمدة شهر كنت أصده بقسوة، ووساطات غيره أيضا! سافر إلى أمريكا دون أن ينتهي الأمر بالطلاق، وبدأ بالاتصال بي دائما بالتلفون والإيميل، فهو يحبني ويريدني، الآن بعد مضي سـتة أشهر على رفضي له أنا لا أعلم ماذا أفعل؟ لا أعلم إن كنت أحبه أم لا؟ خائفة من انتقامه إن قبلت، ولكنه شخص طيب وملتزم، فهو يبدو فعلا يحبني، أنا خائفة من المستقبل، هو ابن عمي ويريدني، حتى إنه أصبح يكتب الشعر في! أنا تحت ضغط أمي، ولكن أبي يريده، ويعتقد أنه إنسان رائع! أنا تحت ضغط أعمامنا! أنا لا أعلم ماذا أفعل، لا أعلم إن كنت أحبه أم لا، أنا الآن أطلب الطلاق لكنه مصر أنه يريدني! خبروني بالله عليكم!
وشكرا لكم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ Heima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يوفقنا ويهدينا وإياكم سواء السبيل، وأرحب بك في موقعك هذا الشبكة الإسلامية، آملين أن تجدي فيه الحل الكافي.
ابنتي، الحمد لله أنت على درجة من العلم والمعرفة، ومن هذا المنطلق أقول لك ابنتي: إن الزواج رابطة أبدية وليست علاقة عابرة، وهذا يتطلب دقة في الاختيار الذي يجب أن يقوم على أسس صحيحة لا عاطفية.

وقد عرفت من رسالتك أن هذا الخطيب رجل جيد في أخلاقه وسلوكه ولا تعيبي عليه شيئا، ومثل هذا يجب التمسك به، وألا تنفض العلاقة لمجرد مشاكل عابرة، وأقول لك ابنتي: أنت تتحملين جزءا من هذه المشاكل، وذلك لرفضك الدائم له، وإن كان سببه الدراسة، لكن كنت أرى إمكانية معالجة الأمر بغير هذه الصورة.

لقد وضعت الشريعة الإسلامية ضوابط للاختيار، وعلى رأسها الدين والخلق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، وإن من التجارب المتعددة التي مرت بنا أنه لا ضابط لاستمرار الحياة الزوجية وبعدها عن المشاكل مثل ضابط الدين والخلق، وقد ذكرت أنه إنسان ملتزم، وأرى الآتي:

1- الرجوع عن تخوفك ورفضك فورا، والمستقبل بيد الله وحده، وهو الذي يقلب قلوب عباده.

2- اكتبي له وبشجاعة وصراحة وقولي له أنك قد استخرت الله، واطلبي منه أن يقدم على الزواج، وهذه الخطوة تكون بعد صلاة الاستخارة.

3- حاولي أن تتناسي كل الماضي، واستقبليه بقلب مفتوح، وتحدثي معه بحب وود حتى تبدأ حياتكما بمودة ورحمة.

4- تخوفك من الانتقام لا معنى له؛ لأنك لم تفعلي معه شيئا يجعله ينتقم منك، وأنت ابنة عمه، وأن رفضك كان له ما يبرره وهو الدراسة، فتقدمي على بركة الله، واكتبي له، أو اتصلي به لتبدءوا في مراسيم الزواج.

وعليك بإقناع أمك بهذا الزواج، وأنت متعلمة وخريجة، وبالطبع تعلمين مصلحتك، ويجب ألا يكون الزواج سببا لغضب أمك، فبرها واجب.

وفقك الله وسدد خطاك، ونتمنى لك حياة سعيدة، اللهم آمين.

مواد ذات صلة

الاستشارات