السؤال
السلام عليكم..
رجل زوجته كثيرة البكاء حزنا بشكل لا يوصف، مع أنه يوفر لها كل ما تحتاجه معنويا وماديا، ويعاملها دائما برفق ولين، ولكن بمجرد مخالفتها الرأي (بأسلوب هادئ) تبكي بكاء شديدا، وعندما تخطئ ويحزن زوجها (أحيانا لكي تتودد له) لا تتودد له، ولا تعترف بالخطأ، ولا تعتذر، وترفض ذلك، فهل هذا يعتبر مرضا؟ وما هو علاجه؟
علما بأنه عرض عليها الذهاب إلى طبيب نفسي فرفضت، لأن الفكر السائد بينهم هو أن المجنون هو من يحتاج إلى دكتور نفسي، فأرجو منكم المساعدة.
وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على السؤال عن هذه السيدة.
لا يبدو من الوصف الوارد في السؤال أنه مرض نفسي، والأغلب أنها طبيعة الشخصية، وطبيعة العلاقة الزوجية بينهما، وربما يعكس كل هذا طبيعة التربية التي تلقتها هذه السيدة في أسرتها قبل الزواج، ونوعية هذا الزواج، وتعامل الزوج معها وتفهمه لها.
ومع ذلك فربما زيارة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي يمكن أن يفيد، سواء في التأكد من عدم وجود المرض النفسي، أو في محاولة للقيام بشيء من الإصلاح بين الزوجين، وتقوية العلاقة بينهما.
إلا أنه مع الأسف في كثير من الأحيان تقف الوصمة الاجتماعية ضد الطبيب النفسي والمرض النفسي حاجزا أمام زيارة العيادة النفسية، مع أن دور الطبيب النفسي ليس فقط في تشخيص وعلاج المرض النفسي، وإنما في التعامل مع صعوبات الحياة، وصعوبات العلاقات الإنسانية داخل الأسرة وخارجها، أو لمجرد الاستشارة النفسية والأسرية والاجتماعية.
ليحاول الزوج التعرف أكثر على نفسية زوجته، وما يمكن أن يحفزها للصلة الجيدة، وخير ما أنصح به كخطوة أولى هي مراجعة استشاري في العلاقة الزوجية والأسرية، فلعل هذا يكون أكثر قبولا لهذه السيدة، ولا شك سينصح المرشد الأسري بالخطوة التالية.
وفقكم الله، وأصلح حال الزوجين.