وجدت دما بعد الاحتلام، فهل له تأثير على غشاء البكارة؟

0 326

السؤال

السلام عليكم.

أحتلم كثيرا، كل ليلة تقريبا، خصوصا عندما أكون متضايقة نفسيا بسبب ظروف الحياة، رغم أني لا أشاهد لقطات إباحية، ولا أفكر في شيء جنسي قبل النوم.

آخر مرة احتلمت فيها كانت بقوة، بحيث استيقظت فوجدت دما غامقا على الملابس، وكان ذلك بعد الاحتلام، فخفت كثيرا، وبعد ساعة من ذلك وجدت إفرازات بنية كالدورة، ولكن لم تكن دورة، هل الدم الذي رأيته بعد الاحتلام يعني تمزق الغشاء؟ وهل هناك طريقة لمنع الاحتلام؟

أشكر الدكتورة رغدة سلفا على مساعدتها للبنات، وجزاها الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرد لك الشكر بمثله -يا ابنتي،- وأسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعا إلى ما يحب ويرضى دائما, وأرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

وأريد أن أطمئنك فأقول لك بأن ما شاهدته من دم بلون غامق في المرة الأخيرة, ليس سببه حدوث أذية في غشاء البكارة إطلاقا, بل سببه هو حدوث الاحتقان في أوعية بطانة الرحم, ويكثر حدوث هذا الأمر في حال كانت الفتاة في فترة الإخصاب من الدورة, أو قبل موعد نزول الدورة بأيام, وأطمئنك أيضا بأن الانقباضات المرافقة للشعور بالذروة لا تؤثر على غشاء البكارة, وليس لها علاقة به, كما اطمئنك بأنه لا يمكن أن تقوم الفتاة بإدخال أصبعها أو أي شيء إلى جوف المهبل خلال النوم, ومن دون أن تكون واعية، هذا عمليا وعلميا لا يحدث, فهو يتطلب حركات إرادية متوانة ويتطلب أن يكون الدماغ بحالة صحو تام.

إذا -يا ابنتي - إن غشاء البكارة عندك ما يزال سليما, وأنت عذراء -بإذن الله تعالى-, فلا داع للقلق من هذه الناحية على الإطلاق.

بالنسبة للاحتلام وتكرره بكثرة، أقول لك: إن هذا له علاقة بالحالة النفسية بكل تأكيد, وله علاقة بكثرة التفكير بالأمر أو بالخوف الشديد منه، وبالطبع هذا لا يعني بأن الفتاة تكون راغبة بحدوثه، ولا يعني بأنها تشاهد ما يثير الغريزة, بل يعني بأن أفكارها واهتمامها مركز بشكل إلحاحي ولا إرادي نحو هذا الموضوع خلال النهار، لكن وبسبب وعيها وإرادتها خلال النهار, فإنها تتمكن من عدم اتباع هذه الأفكار أو الانصياع لها وتحويلها إلى ممارسة, أما خلال الليل وبسبب غياب السيطرة الإرادية على التصرفات، ونشاط مراكز اللاوعي، فإن هذه الأفكار ستطفو ثانية على الذهن، وقد تنعكس على شكل أحلام جنسية وبشكل لا إرادي.

وقد أصبح من المعروف علميا بأن الأحلام ما هي إلا انعكاس أو ترجمة لما يشغل بالنا وأفكارنا خلال النهار، وبالسيطرة الجيدة على ما يشغل أفكارنا أو ما يخيفنا ويقلنا خلال النهار، قد نتمكن من تغيير طبيعة أحلامنا أو التقليل من تواتر حدثها -بإذن الله تعالى-، لذلك نصيحتي لك هي بشغل نفسك بمواضيع محببة لك وتستقطب كل اهتمامك, وبشغل وقتك بكل ما يكون له مردود إيجابي على مشاعرك وعلى نفسك, فهنا ستبتعد الأفكار الإلحاحية غير المرغب فيها عن تفكيرك, وسيخف تأثيرها على أحلامك -بإذن الله تعالى-.

أتمنى لك كل التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات