السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلطالما احتجت لرأيكم الرشيد في كثير من أمور حياتي باحثا عن جواب شاف لتساؤلاتي من خلال موقعكم للاستشارات، والآن أحتاج إليكم مرة أخرى، وأرجو منكم سرعة الرد على استشارتي.
أنا أعمل بوظيفة جيدة في بلدي، وأقدم -إن شاء الله- على الزواج في غضون عام، أو أقل، ولكن راتبي لن يفي بسداد احتياجات الزواج بصفة كاملة، ولكن الزواج لن يستحيل مع هذا الدخل، وفي الوقت نفسه أتاني عرض للعمل في إحدى الدول العربية بمبلغ كبير سيفي باحتياجات الزواج تماما بالشكل الذي أتمناه، حيث أستطيع حينها أن أسكن في شقة مناسبة، وأعيش بمستوى مناسب، ستقول لي طبعا وفيم التردد؟! هو رزق ساقه الله لك!
ولكن المشكلة التي تشغل بالي هي أن لي أبا وأما يعيشان بفردهما معي بعد أن سافر أخي للعمل في إحدى الدول العربية، وسافرت أختي مع زوجها، ولم يبق معهما غيري، وهما وإن كانا كبيرين في السن إلا أنهما -بفضل الله- في صحة جيدة، وأنا أدرك تماما أنهما لا يحتاجان إلي لخدمتهما بقدر حاجتي أنا النفسية لوجودي معهما.
ما أنا متردد بشأنه هو: أأسافر بنية جلب الأموال التي تنفعني وتنفعهما إذا ما مرضا، وأتجاهل الجانب النفسي لدي ولديهما، علما بأنهما يشجعانني على السفر؛ رغبة منهما في سعة الرزق لي، واستئناسا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فتح لأحدكم رزقا من باب فليلزمه) حديث رقم (1243) بموسوعة الحديث الشريف بموقعكم الكريم، أم أبقى معهما بنية وجودي إلى جوارهما، كما جاء في الحديث الذي لا أعلم صحته من ضعفه: (الزم رجلها فثم الجنة)، وكذلك تحقيقا لراحتي النفسية بوجودي إلى جوارهما في كبر عمرهما بغض النظر هل سأستطيع أن أنفق عليهما الكثير في مرضهما إذا ما حدث أم لا؟!
ما الأصلح من وجهة نظركم؟! أأسافر؛ فأكون عاقا لهما بابتعادي عنهما، وعلمي المضمر بسعادتهما في وجود أبنائهم معهما، أم أبقى هنا؛ فأكون رافضا لرزق ونعمة أنعمها الله علي بهذا العمل؟!
وأزيد على ذلك أني أقول لنفسي: إنك إن صبرت على الرزق القليل، ومكثت مع والديك؛ فإن الله سيعوضك خيرا منه في أي شيء: في الصحة، في السعادة، في الذرية الصالحة، أو في البركة في القليل، فهل هذا صحيح؟ أفيدوني سريعا أكرمكم الله؛ لأن صاحب عرض العمل ينتظر مني ردا سريعا لاحتياجه لمثل هذه الوظيفة الآن.
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.