السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، لدي رهاب اجتماعي منذ الطفولة، ولست وحدي من يعاني منه، بل أيضا أختي وأخي الصغير وعمي، وأعتقد أن أبي أيضا، وقد استخدمت قبل سنة سيروكسات، وكانت كالسحر، فقد اختفى الرهاب تماما، ولكن أعراضه لا تطاق مثل الغثيان والأحلام المزعجة والكسل، مما أدى إلى تدهور مستواي الدراسي، والآن بعد أن تركته عاد الرهاب مرة أخرى، وظهر لي مرض وراثي آخر هو: ارتفاع في دهون الدم، وصرف لي دواء ليبيتور 20 مل.
لقد قررت عدم العودة مرة أخرى إلى السيروكسات، لأني لم أحتمل الأعراض، فقرأت عن عشبة القديسين والأندرال، ولكن الآن المانع من استخدامها هو ليبيتور، لأنني قرأت بأنه يتعارض مع هذه الأدوية، فهل هناك أمل في العلاج؟ فأنا أدرس القانون، وعلى وشك التخرج، وأريد ان أصبح محامية، ولكن الرهاب يمنعني من ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي في بعض الأحيان تلعب الوراثة فيه دورا صغيرا، لذا نشاهد أن أكثر من فرد في بعض الأسر قد يعانون من هذه الحالة أو الحالات المشابهة كنوبات الهرع أو المخاوف المرضية، كلها تندرج تحت منظومة جينية وراثية واحدة.
لا تنزعجي لهذه الحقيقة العلمية -أيتها الفاضلة الكريمة-، فدور الوراثة هو دور صغير جدا، والذي يورث هو الاستعداد للخوف وليس الخوف نفسه، والناس طبعا حين تكون في أسرة واحدة فإن هذا يعني بأن هنالك روابط بيئية، وهذا يؤكد أيضا نظرية الاكتساب والتعلم السلوكي، بمعنى أن البيئة أيضا تكون قد أثرت بظهور هذه الأعراض ما دام أحد أفراد الأسرة أو أكثر يعانون منها، فالتفاعل الجيني مع التفاعل البيئي يولد هذه الحالات في بعض الأحيان.
هذه مقدمة مهمة، وهي حقيقة علمية، لأني أريدك وأختك وأخيك وعمك أن تدخلوا في برنامج علاجي واحد يقوم على مبدأ: تحقير الخوف، والبرامج الخاصة بالمواجهة، والتحدث حول الموضوع من أجل تبادل الخبرات، فهذا مهم جدا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: الزيروكسات دواء جيد، لكن له بعض مشاكله -كما تفضلت-، ولذا أنا أقترح تناول عقار (زولفت)، والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين) أي ليس له أي تفاعل سلبي مع الـ (ليبيتور)، الجرعة المطلوبة من الزولفت هي نصف حبة (خمسة وعشرين مليجراما) يتم تناولها ليلا بانتظام لمدة أسبوعين، ثم تجعليها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
من المهم جدا أن تنخرطي في تمارين رياضية مكثفة، فهذا يفيدك في موضوع الخوف الاجتماعي، وكذلك من أجل تخفيض مستوى الدهنيات في الدم.
عشبة القديس جون أو كما تسمى (عشبة عصبة القلب) لا أعتقد أنها ذات فائدة كبيرة إلا في الحالات البسيطة جدا، ولابد للإنسان أن يصبر عليها؛ لأن البناء الكيميائي فيها بطيء ويتم بعد زمن طويل.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.