أعاني من الانطواء والعزلة وأكره الاختلاط بالناس، فما الحل؟

0 208

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية في الفصل الثالث، قمت بتأجيل فصل بسبب كرهي للدوام والناس والاختلاط، وحملت المواد بسبب غيابي، ولكني درستهم بفضل الله ورفعت معدلي، علما بأن مستواي ممتاز جدا.

مشكلتي هي أني أعاني من المجاملات، والضحك المزيف، مما جعلني انطوائية، وسبب ذلك فقداني لبعض الوزن، وإهمال نفسي، فأنا لا أستطيع الاختلاط أبدا، وعندما أجبر عليه يرتبك قلبي ويخفق بقوة، وأختنق، وأرجف، وأكره نفسي، أريد حلا، ولا أريد أن أخسر مستقبلي، أريد أن أعيش يومي دون خوف ودون ارتباك وتفكير.

أنا في هم، وأدعو ربي دائما، ولكن لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وقد حاولت أن أتكلم مع نفسي، ولكن دون جدوى، كنت أعتقد أني قوية، لكني تأكدت بأني ضعيفة جدا.

أتأثر بسرعة، لكني لم أشتك لأحد غير ربي عز وجل، ولا أحب أن يعرف الآخرين بضعفي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وعد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالرغم من صعوبات التواصل مع الآخرين، وخاصة في موضوع الاختلاط بالناس، فبالرغم من هذا ليس هناك ما يشير إلى أنك ضعيفة، فعلى العكس، أجد وراء السؤال فتاة شابة طموحة تريد أن تصنع شيئا ذا قيمة، وتريد أن ترتفع وتتقدم، إلا أن شيئا من الرهاب الاجتماعي يقف في طريق نجاحها.

مشكلة الرهاب أو الخجل الاجتماعي أنه قد يدفع صاحبه لتجنب لقاء الناس، فيرتاح بعض الشيء من قلق هذه المواجهة، إلا أن ما يفعله هذا التجنب على المدى الطويل أنه يزيد المشكلة تعقيدا، ويزيد شدة الرهبة الاجتماعية، وبالتالي المزيد من التجنب، وهكذا يدخل الشخص الدائرة المعيبة؛ رهاب فتجنب، وتجنب فرهاب.

ويكمن الحل في عدم التجنب، وإنما الإقدام على مواجهة هذه المواقف الاجتماعية التي تزعجك، والتي لم تعتادي عليها، ويمكن من خلال الوقت أن تعتادي شيئا فشيئا على لقاء الناس والحديث معهم، ومن دون أي صعوبة تذكر.

ولا تنسي أن هذا الاعتياد سيسهل عليك موضوع العمل والوظيفة بعد التخرج إذا رغبت بالعمل، أو بمتابعة الدراسات العليا، ولأعلى الشهادات.

وربما يفيدك أن تقرئي عن القلق والرهاب الاجتماعي، ومن الكتب المفيدة كتابي "المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك" وهو متوفر عندكم في مكتبات جرير.

وفقك الله وجعلك من الناجحات المتفوقات.

مواد ذات صلة

الاستشارات