السؤال
السلام عليكم
عمري 26 سنة، متزوجة، وأم لطفل عمره عام وأربعة أشهر.
أعاني من صداع مستمر في الرأس، يبدأ من منطقة العينين، وينتهي عند منتصف الرأس، يصاحبه غثيان وقيء ودوخة، وبالأمس صاحب الصداع ألم وتنميل شديدين في عظام الوجه والجمجمة، وفي حال زوال الصداع ينتابني ألم في عظام جسدي كله.
علما بأن الصداع لا ينتهي إلا بالمسكنات، وأن أقل ضربة في رأسي تتسبب في حدوث الصداع، وأنه وقت وجود الصداع لا أستطيع الحديث مع أحد، كما أشعر بإرهاق عام في سائر جسدي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م. ف. م. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
هنالك عدة أنواع من الصداع كثيرة جدا حقيقة، هذا النوع الذي وصفته في الغالب هو نوع من الصداع النصفي أو ما يعرف بالشقيقة، وأعراضه: الآلام، والشعور بالغثيان والقيء والدوخة، وهذه نشاهدها بكثرة مع الصداع النصفي.
سيكون من الحكمة والأفضل أن تذهبي وتقابلي الطبيب، طبيب الأعصاب هو الأفضل في مثل هذه الحالات، وسوف يقوم الطبيب بتأكيد التشخيص، وسوف يطلب منك الطبيب أيضا إجراء فحوصات عامة، هذه مهمة، لا بد أن تكون هناك قاعدة طبية رصينة، وهذه لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال إجراء الفحوصات الطبية الروتينية المعروفة: معرفة مستوى الدم، مستوى الدم الأبيض، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الدهنيات، مستوى ترسيب الدم، وظائف الغدة الدرقية، فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، هذه فحوصات بسيطة جدا وأساسية، فأرجو أن تذهبي إلى الطبيب، وأنا متأكد أنه سوف يقوم بهذه الفحوصات.
في بعض الأحيان إذا كانت هنالك إمكانات طبية متاحة يمكن أيضا إجراء صورة مقطعية للرأس، هذه قد لا تكون ضرورية، لكنها حقيقة مكملة للإجراء الطبي السليم.
إذا تأكد أن العلة هي الصداع النصفي هنالك عدة أدوية ممتازة جدا، منها عقار يعرف باسم (توباماكس)، وعقار آخر يعرف باسم (إندرال)، هذه أدوية وقائية ممتازة، لكن لا أريدك أبدا أن تتناولي أي من هذه الأدوية دون أن يقرر الطبيب لك العلاج المناسب.
الإكثار من تناول المسكنات ليس أمرا جيدا، والأبحاث الحديثة أشارت إلى أن المسكنات نفسها يمكن أن تزيد من الصداع النصفي.
التحفظ الغذائي مهم، فبعض الناس تكون هنالك أطعمة معينة تثير عندهم هذا النوع من الصداع، فأرجو أن تكوني دقيقة الملاحظة، إذا كان هنالك طعام معين يثير الصداع لديك فيجب أن تتجنبيه، بعض الناس مثلا: القهوة، الأجبان، ومشتقات الألبان، الشكولاتة، الفول، الموز. هذه كلها ربما تثير لديهم هذا النوع من الصداع، فأريدك أن تكوني حريصة من الناحية الغذائية، وإن اتضح أن هنالك أي نوع من الأطعمة يثير أو يزيد هذا النوع من الصداع فأرجو أن تتجنبيه.
من ناحية أخرى: أريدك أن تكوني حريصة جدا على تنظيم الوقت، أنت الحمد لله متزوجة ولديك ذرية، وقطعا لديك مسؤوليات كثيرة، وهذا أمر جيد، يجب أن يستغل استغلالا حسنا فيما يتعلق بإدارة الوقت.
أريدك أن تنامي نوما ليليا كافيا، هذا مهم جدا لإزالة الأرق الجسدي، وكذلك تخفيفا من وطأة الصداع، النوم الليلي الجيد والمرتب يصحح ويحسن صحة الإنسان، هذا أمر لا شك فيه.
أريدك أيضا أن تمارسي بعض التمارين الاسترخائية، إسلام ويب أعدت استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تطلعي على هذه الاستشارة، وتحرصي على تنفيذ هذه التمارين.
تجنبي النوم النهاري، هذا أمر مطلوب، وأعتقد بذلك أكون قد وجهت لك النصائح الإرشادية الطبية والنفسية والعصبية اللازمة، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.