السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة لدي أخت نجحت في الصف الأول الابتدائي -ولله الحمد-، لكنها لم تكن متقنة للإملاء والقراءة تماما، فقررت أن أعلمها القراءة والإملاء في الإجازة، والآن صار لي 36 يوما تقريبا وأنا مستمرة معها يوميا، ولا أتركها إلا نادرا، ثم أعود ثانية، ولكنها -للأسف- لم تتحسن بالإملاء والقراءة ولو بنسبة 1%، وكل همها اللعب، والكلام، والخروج من البيت فقط، وتقول: -عادي أكون كسلانة عندما أنتقل للصف الثاني-.
أشعر أنها بليدة لأبعد الحدود، فقد استخدمت كل الطرق والوسائل معها دون جدوى، بدأت أقرأ لها الكلمات خمس مرات، وهي تقرأ المرة السادسة، ولكنها تقرأ أغلب الكلمات بشكل خاطىء، ثم أبدأ معها بالإملاء كلمة كلمة، وأقوم بتصحيحها في الوقت ذاته، وبعد ذلك تعيد كتابة الأخطاء خمس مرات لكل خطأ، ولم تجد معها هذه الطريقة أيضا، فغيرت الطريقة، وبدأت أمليها الكلمات، وأجعلها تصححها بنفسها، وبعد ذلك تكتب كل خطأ خمس مرات، ولم تتحسن على هذه الطريقة أيضا.
قررت أن أبدأ معها مرحلة التأسيس، وبعدها إملاء القطعة وقراءتها، ولم تنفع معها هذه الطريقة أيضا، تعبت منها كثيرا، فقررت تركها، وحرمانها من اللعب بالآيباد، إلى أن أجد طريقة أجعلها تتقن الإملاء والقراءة، وأتمنى أن تتقن ذلك قبل بدأ الدراسة، فماذا أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دنيا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بكل هذا، وعلى اهتمامك بأختك الصغيرة، -حفظها الله-.
أكاد أجزم بأنك من الفتيات المتفوقات، واللواتي تحب العطاء والنجاح، ولكن يبدو أنك نسيت عالم الأطفال الصغار، وكيف أن عقل الطفل مشغول باكتشاف العالم، والتعلم من خلال اللعب والتسلية.
إننا يمكننا أن نضغط على الإنسان أن يفعل ما نريد، إلا الدراسة والفهم والاستعاب، ومن المعروف أن الإنسان يتعلم أكثر عندما يكون مسرورا مرتاحا مسترخيا، فالذي أنصح به، هو ترك الفتاة لبعض الوقت، لتستعيد نشاطها، ويخف الضغط عليها، ومن ثم قد تعود من نفسها إليك لتعليمها القراءة والكتابة والإملاء.
لقد اقترحت أن تتركيها وتعاقبيها، وأنا أقول نعم للأولى، ولا للثانية، بل اتركيها، والعبي معها، ولا تعاقبيها، وإذا كسبت قلبها، ومالت وارتاحت إليك، فعندها فقط يمكنك أخذها إلى ما تريدين، وإذا كان هناك خلل، أو عيب في هذه الطفلة، كبطىء التعلم مثلا، -لا سمح الله-، فستكتشفه المدرسة، وهي على وشك أن تفتح أبوابها، فأنصحك بالتواصل القريب مع مدرستها في المدرسة، لكي تتعرفي أكثر عن إمكاناتها وقدراتها، وحاولي في البيت أن تلعبي معها وتساعديها على التسلية والاسترخاء، فهذا ما سيساعدها ويشجعها على التعلم والتفوق.
أرجو أن يكون في هذا ما يفيد، وحفظ الله لكم هذه الطفلة، وأثابك على رعايتها والحرص على تعلمها وتقدمها.