القولون والغازات جعلا حياتي تعيسة، تعبا وإحراجا، فماذا أفعل؟

0 365

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عشرينية، أعاني من القولون والغازات، والذين جعلا حياتي تعيسة، وصارا عقبة أمام علاقاتي وزواجي.

عندي مشكلة كبيرة في حياتي واقفة أمام نجاحي وعلاقاتي الاجتماعية والحياة كلها، وحتى أنها عقبة أمام طريقي للزواج.

أعاني من القولون، أي كثرة الذهاب للحمام، وفي كل مرة هناك غازات وغائط، وليس وهما، أحتاج الذهاب للحمام بشدة كل ساعة وأقل، مما ينقض وضوئي دائما.

ذهبت للطبيب، وأجريت فحوصات وتحاليل، وأجريت المنظار للمعدة والقولون، والنتائج سليمة -الحمد لله-، مما جعل الطبيب يشخص أن حالتي قولون عصبي.

جربت جميع النصائح، ابتعدت عن كثير من المأكولات، ولكن دون فائدة، الغازات في معدتي وبطني تصدر أصواتا وتحرجني، لقد أصبحت أشعر أنني مقرفة، وفقدت ثقتي بنفسي، وأرفض الزواج لهذا السبب، وأشعر بآلام في المعدة، وفي الصباح يكون القولون بأسوأ حالاته، وصرت أخاف أن يخرج مني شيء عند النوم دون علمي، لذا أشعر بالإحراج من النوم في وجود أحد.

جربت أدوية كثيرة لم تنفع، مثل disflatyl ،duspatalin، وأدوية كثيرة دون فائدة، هناك إعلان عن دواء عبارة عن البكتيريا النافعة اسمه prebio-T prebio-M، هل تعتقدون بأنه سيفيدني؟ وهل الحجامة ستفيدوني؟ وهل هناك علاج لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت النور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب الأعراض المذكورة في الاستشارة، فإنك تعانين من القولون العصبي أو تشنج القولون، وهو من الحالات الطبية السليمة والشائعة، ولا يوجد ما يدعو للقلق منه أو إعطاء الأمر أكثر مما يستحق, وأن عدم تحسن الأعراض لديك هو غالبا بسبب حالة القلق والتفكير الدائم بالمرض، وهو من أهم الأسباب في عدم الاستجابة للعلاج.

لذا ينصح بالابتعاد عن التفكير الدائم بالمرض وتجاهله؛ لأن التناسي والتجاهل له يساعد كثيرا في تحسن الأعراض والشفاء -بإذن الله-، كما ينصح بمحاولة الانشغال بأي من النشاطات الدينية أو الرياضية أو العلمية أو الاجتماعية، وفي حال استمرار الأعراض يمكن المتابعة مع طبيب مختص بالأمراض النفسية، لاستعمال بعض المهدئات، ولو بشكل خفيف ومؤقت، لحين تحسن الأعراض وزوالها بشكل كامل -بإذن الله-.

وبالنسبة للدواء المذكور: يبدو أن تركيبته من مواد طبيعية، وفي هذه الحالة لا يوجد ما يمنع من استعماله.

أما بالنسبة للحجامة: فينصح بسؤال أهل الاختصاص في هذا الموضوع.

ونرجو لك من الله تمام الصحة والعافية.

------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. محمد مازن -تخصص باطنية وكلى-،
وتليها إجابة: د. عبدالعزيز أحمد عمر -استشاري الطب النفسي وطب الإدمان-.
-----------------------------------------------

القولون العصبي أو المسران الحساس من الأمراض الشائعة والمنتشرة الآن، ويعني بها اضطرابا في الأمعاء الغليظة، ينتج عنه آلام بالبطن وانتفاخ وغازات، ويكون مصاحبا إما بإسهال أو إمساك، وكما ذكرت فإنه مرض يمتد لفترة من الوقت، وأحيانا يكون مزعجا لصاحبه كما حصل معك.

ليس له علاج محدد، ولكن هناك أشياء كثيرة يجب اتباعها، أولا: تنظيم الغذاء، يجب على الإنسان أن يلاحظ الأطعمة التي تؤثر على المسران وتهيج الأعراض ويتجنبها، وأهم شيء في ذلك أن يتجنب البهارات، وعليه بتجنب شرب القهوة والشاي، فالكافيين يؤدي إلى تهييج المسران الغليظ، وعليه أن يتجنب الأغذية الدسمة.

أما الأغذية الغنية بالألياف فإذا كان الإمساك هو المصاحب فيجب الإكثار منها؛ لأنها تساعد في الإسهال، ولكن بالنسبة لك طالما عندك إسهال قد تزيد من موضوع الإسهال.

الشيء الآخر المهم: على المرء أيضا أن يشرب كمية كافية من السوائل خاصة الماء، وعليه أن يتناول وجبات خفيفة ومواعيدها قريبة من بعض، فلا يتناول وجبة كبيرة في اليوم ويظل جائعا لفترة طويلة، يتناول وجبات خفيفة ولكنها تكون قريبة من بعض. هذا في موضوع الأغذية.

الشيء الآخر: عليه بقدر المستطاع تجنب الانفعالات والأشياء التي تؤدي إلى الانفعال قدر المستطاع، لأن الانفعالات والضيق النفسي يرتبط بآلام القولون الحساس.

بعد كل هذا – كما ذكرت – هناك أدوية كثيرة تستعمل لتحسين انقباضات القولون كالدسبتالين وغيرها – كما ذكرت في استشارتك – ولكن هناك أدوية نفسية تساعد أيضا في آلام القولون الحساس، وأنا أوصي لك باستعمال دواء (إمبرامين/تفرانيل) خمسة وعشرين مليجراما، حبة مرتين أو ثلاث مرات في اليوم، فهو مهدئ ومضاد للقلق، وفي نفس الوقت يؤدي إلى الإمساك، وهو ضروري في حالتك هذه لأنك تشتكين من الإسهال بكثرة، فإذا التفرانيل خمسة وعشرين مليجراما، يمكن أن تبدئي بحبة في اليوم، ثم تزيدينها إلى حبتين، ثم تزيدينها إلى حبة ثلاث مرات في اليوم، وهو – كما ذكرت – مضاد للتوتر وأيضا يساعد في موضوع الإسهال.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات