لا أستطيع تقبل فكرة الابتعاد عن أهلي، مما تسبب في كرهي لزوجي

0 214

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة متزوجة منذ سبعة أشهر، وحملت بعد أربعة أشهر من الزواج، وكنت أعاني من الوحام، فذهبت إلى بيت أهلي، وبسبب سفر زوجي طال بقائي عند أهلي حتى بعد عودته.

والآن لا أرغب في العودة إلى بيتي وزوجي، فقد صرت لا أتقبل آراءه وأفكاره، وأكره بيتي والبقاء فيه، علما أني في الشهر الخامس من الحمل، والمفترض أن الوحام قد انتهى.

زوجي يعاملني بكل طيبة، وهذا يشعرني بتأنيب الضمير، لذا أفكر أن أتطلق، وأرتاح في بيت أهلي بدلا من الصراع النفسي.

حاولت قبل ذلك أن ألمح له بالسكن بالقرب من أهلي، ولكنه رفض، علما أني لم أتعود على فراق أمي المقعدة، وحيث أنها تحتاجني كثيرا، فأشعر أني في بيتي مع زوجي ناقصة، وليس هذا مكاني أو بيتي، وإذا رجعت إلى بيت أهلي أشعر أني في إجازة من شعور الصراع الداخلي الذي يزيد من اكتئابي ونفوري من زوجي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الطبيعي أن تشعر السيدة المتزوجة حديثا بشيء من القلق والرهبة عند انتقالها إلى منزل الزوجية، وتركها لمنزل والديها الذي ترعرت فيه, لكن ليس من الطبيعي أن تصل بها مشاعرها إلى الحد الذي وصفتيه في رسالتك, خاصة لمن كان زوجها طيب ومتفهم مثل زوجك, ولمن أصبحت حاملا, فالحمل يعني بأنك ستصبحين أما -إن شاء الله تعالى-, وستكونين مسؤولة عن طفل أو طفلة، وهذا الطفل أو الطفلة يجب أن يتربى في حضن أبوين, كما تربيت أنت في حضن أبويك، وهذا لن يحدث إلا بعد أن تصبحي مستقلة عن أهلك ومعتمدة على نفسك, أي أن الشعور الذي يجب أن ينمو في داخلك الآن هو شعور المسؤولية والاستقلالية.

وبالتالي أقول لك: إذا استمرت مشاعرك بالشكل الذي تصفينه, فعلى الأرجح بأن الحالة عندك غير طبيعية, بل هي حالة نفسية مرضية تسمى بقلق الانفصال، وفيها يحدث للإنسان قلق شديد, قد يصل إلى مرحلة الرهاب عند انفصاله عن الناس الذين يحبهم, أو عن المكان الذي ترعرع فيه, أو أي شيء تعلق به.

ومن المعروف بأن القلق والرهاب لأي سبب كان, قد يؤدي في النهاية إلى حالة من الاكتئاب, ثم تتداخل أعراض القلق والرهاب مع أعراض الاكتئاب، وتتعقد الصورة فلا يعرف الشخص ما الذي ينتابه؟

إذا -يا ابنتي- إن الأعراض عندك هي على الأرجح مزيج بين أعراض القلق والخوف من الانفصال عن أهلك وبيت العائلة، وما بين أعراض الاكتئاب، وقد تكون شخصيتك هي بالأصل من النوع العاطفي والحساس, وقد يكون لديك استعداد وراثي للإصابة بمثل هذه الحالات، فقد أصبح مثبتا بأن للوراثة دور في كثير من الأمراض النفسية, ومنها القلق والاكتئاب.

ونصيحتي لك -أيتها العزيزة- هي بمراجعة طبيبة نفسية، أو بالطلب من الطبيبة النسائية التي تتابع حملك، أن تحولك إلى طبيبة نفسية, لتقوم بتقييم حالتك بشكل جيد, فإن تأكد التشخيص, فقد يلزمك علاج سلوكي أو علاج دوائي, أو الاثنين معا حسب ما تراه الطبيبة مناسبا, وهنالك الكثير من الأدوية الجيدة والتي يمكنها التخفيف من أعراض القلق والاكتئاب معا, ومنها ما هو مسموح بتناوله خلال الحمل, وعندما تخف هذه الأعراض عندك, سيعود إليك توازنك العاطفي, وستدركين بأن مكانك الطبيعي الآن هو في بيت زوجك, وستشعرين برغبة كبيرة للبدء في تحضير غرفة للمولود القادم، واختيار اسمه بمشاركة زوجك, وستجدين في ذلك متعة ما بعدها متعة -إن شاء الله تعالى-.

نسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية, وأن يتم لك الحمل على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات