دعوت كثيرا ولكن أدعيتي غير مستاجبة فلماذا؟

0 230

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أتمنى أن أجد من يوجهني إلى الطريق الصحيح، فأنا فتاة لا أزكي نفسي ولكن في من الخير ما يعلم الله به.

مشكلتي أنني أشعر بأنني فتاة مغضوب عليها من الله! فكلما دعوت الله بأمور معينة يحصل عكس ما طلبت، أدعو الله في الأوقات الفضيلة ولكن الأمور لا تتم، ما جعلني أتيقن بذلك أنني في الفترة الأخيرة كنت أستعد لأداء فريضة الحج هذا العام، وللأسف لم تتم الإجراءات، دعوت الله كثيرا حتى تتيسر وتتسهل الأمور وإجراءات الحج، أنا لم أطلب الله في أمر دنيوي إنما هو فرض من الله.

لو أن الأمر الذي دعوت الله به أمر للدنيا فأنا أصبر نفسي بأنه سوف يكون لي خيرا وإن طال الأمد، ولا أظن الأمر متعلق بالتوفيق، فالكثير من العصاة ويقومون بالكبائر والذنوب، ولكن أمورهم الدنيوية موفقة، الشيطان يوسوس لي بأنني لن أوفق ما حييت، ولم تعد الحياة تغريني!

ساعدوني، ولكم خالص تقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت محتاجة مع الخير الذي فيك إلى مزيد من الفهم في مسألة القضاء والقدر، وفهم أحكامه حتى يعالج لديك هذه الشبهة التي وقعت في نفسك، ويورث لديك القناعة والرضى بما يقدره الله لك من خير أو شر، فالله تعالى حكيم عليم يعلم حال العبد ويقدر له من الأمور ما يصلح له، ولا يسأل عن فعله جل وعلا لماذا لم تفعل كذا، ولماذا فعلت كذا -سبحانه وتعالى-.

أنصحك بالاستسلام لقضاء الله فيك وقدره، مع أخذك بالأسباب، فإن تحقق ما طلبت -فالحمد لله-، وإلا فليتملأ قلبك رضا بما أراده الله لك، وما يدريك أن ما قدره الله لك خيرا، قال سبحانه: (وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون ).

هذه هي الحقيقة كما يريدها الله ويعلمها، وليس كما نريدها نحن وتظهر لنا، ولا تقارني نفسك بغيرك، فليس تحقيق طلباتهم دليل خيرهم، ولا تأخير طلبك دليل شرك، والعكس صحيح، الأمر يختلف وحكمة الله هي الغالبة.

فالله سبحانه حكيم يضع الأمور في موضعها الصحيح، لأنه عليم بكل شيء، أما البشر فعلمهم قاصر لا يدرون ما ينفعهم ولا ما يضرهم، وهذه الحياة دار ابتلاء لرفع الدرجات في الآخرة، بما يصيب المؤمنين فيها من أقدار مؤلمة، فإياك أن يدب اليأس والقنوط إلى قلبك بسبب أن بعض طلبك لم يتحقق كما تريدين، بل استبشري خيرا بذلك مهما كان خلاف رغبتك، وارضي بقضاء الله لك، واشعري بالسعادة، وأكثري من الدعاء التالي: (واجعل كل قضاء قضيته لي خيرا).

واعلمي أن الإيمان بالقضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، لا يتم إيمان العبد إلا به، ويخشى على العبد من حبوط أعماله الصالحة -والعياذ بالله- بسبب عدم إيمانه بهذا الركن العظيم، فاستغفري الله مما يحدث لك من خطرات ووساوس يلقيها الشيطان في قلبك، وأكثري من الدعاء (وأسألك الرضاء بعد القضاء)، وأنصحك أيضا بقراءة كتيب مفهوم القضاء والقدر لابن عثيمبن -رحمه الله-.

أسأل الله العظيم أن يصلح حالك ويرزقك الرضا بقضائه سبحانه.

مواد ذات صلة

الاستشارات