السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، أدرس في كلية الشريعة علوم القرآن، -ولله الحمد- تعرفت على رجل فرنسي أسلم منذ ثلاث سنوات، عمره 32 سنة، وهو دكتور وفيلسوف في السموم، أسلمت أمة بعد سنتين من إسلامه، وأمة رابع أكبر جراحة عالمية، -ولله الحمد-.
تخلى عنه والده وأصبحت بينه وبين أقاربه مشاكل بعد إسلامه، ثم سافر لعدة دول وتعلم اللغة العربية، والآن هو مجتهد جدا في الدين، لكن كان هذا الرجل يتابعني في أحد المنتديات منذ أربعة أشهر وبعدها طلب خطبتي؛ لأنه كان يريد زوجة عربية صالحة من أجل أن تعينه في أمر دينه وتكوين أسرة ملتزمة.
لم أستطع الرد عليه، لأني أخشى من الزواج عبر مواقع التواصل خوفا من أن تكون نهايته فاشلة، فما ردكم ونصحكم لي لو تفضلتم؟
وجزاكم الله الفردوس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن من فضل الله عليك أنك فتاة ملتزمة، وتدرسين في مجال طيب يعينك على فهم كتاب الله تعالى الذي هو منهاج حياة للمسلمين.
أنصحك ألا تتعرفي على أي شاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فتلك المواقع غير مأمونة العواقب ويرتادها الصالح والطالح والمرأة ضعيفة تغريها كلمة حانية، وقد تودي بها إلى ما لا تحمد عقباه.
يجب عليك أن تستخدمي تلك الوسائل فيما ينفعك ويقربك إلى الله تعالى مع بنات جنسك.
هذا الرجل الفرنسي أنت لا تعرفينه ولا تعرفين صفاته وسلوكياته وعاداته وتقاليده، وبالتالي فالموافقة على الزواج به بمجرد التعرف عليه عبر المواقع الإلكترونية غير كاف، ومن أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في شريك الحياة أن يكون صاحب دين وخلق، ولا تكفي إحدى الصفتين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا وهما صماما أمان للحياة الزوجية السعيدة وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
الزواج رزق من الله تعالى لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فرزقك سيأتيك دون أن تلهثي وراءه، ومن أراد الزواج بك فليأت البيوت من أبوابها وليس عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
الله وحده يعلم هل هذا الرجل من نصيبك؟ وهل سيوافق ولي أمرك على تزويجك من هذا الرجل أم لا؟ وهل بعد أن ينظر إليك سيقبل بك زوجة أو بعد أن تنظري إليه، هل سترضينه زوجا؟
لا تفكري بالزواج بعاطفة، بل فكري بعقل متزن ينظر إلى الأمر من جميع الزوايا، وليس من جانب العاطفة الجياشة وحدها.
أنصحك أن تقبلي على دراستك وتحصيلك العلمي ولا تشوشي ذهنك بقضية الزواج.
من تقدم لخطبتك وبعد التأكد من توفر الصفات المطلوب توفرها في الزوج أدي صلاة الاستخارة، وادعي بالدعاء المأثور، ثم توكلي على الله، وأبدي الموافقة فإن سارت الأمور بيسر وسهولة، فاعلمي أن الله قد اختاره ليكون زوجا لك، وإن تعسرت فكوني على يقين أن الله صرفه عنك كونه لا يناسبك.
كلما كانت البيئة والعادات والتقاليد متوافقة بين الزوجين كان ذلك أدعى للانسجام بينهما، وأبعد عن حدوث المشاكل.
إياك أن تعرضي نفسك للذل باللهث والبحث عن الزوج، فدينك أرادك أن تكوني عزيزة مطلوبة لا ذليلة طالبة.
أسأل الله لك التوفيق، وأن يعينك على إكمال دراستك، ويرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، والله الموفق.