السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت أعاني في السابق من الوسواس القهري والاكتئاب، وكنت أتناول عقار السيركويل 200، وفافرين 100، وكانت الأمور جيدة من جميع النواحي، في الفترة الأخيرة عاد الاكتئاب فقط، ولكنه في حالة متقدمة من عدم الإحساس بالأشياء والصمت المتواصل والعزلة، ما زلت مستمرة على عقار السيركويل والفافرين ولكن دون جدوى لعلاج الاكتئاب، ولكنه يفيد مع الوسوس القهري.
سؤالي لكم: ما هو الدواء الذي يمكنني أخذه مع العلاج الحالي للحد من مشكلة الاكتئاب دون أن يتعارض مع الأدوية الحالية؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هديل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالوسواس القهري قد يكون مرضا في حد ذاته، ويتميز بتكرار فكرة معينة أو شعور معين على الشخص باستمرار، ويحاول الشخص مقاومته ولكن لا يستطيع مما يسبب له قلقا وإزعاجا، وأحيانا يضطر إلى فعل أشياء معينة للتخفيف من هذا القلق الذي ينتابه، وهنا يسمى بالوساوس القهري الاضطراري، واستمراره بدون علاج قد يحدث للشخص نوعا من الاكتئاب، وهنا يسمى اكتئابا ثانويا.
أما مرض الاكتئاب النفسي فقد يكون مرضا في حد ذاته، وهو يتميز بالحزن الشديد، والضيق، والكدر، والضجر، وعدم الرغبة في فعل الأشياء، واضطراب للنوم، واضطراب في الشهية، وإحساس بالندم، وانعدام الثقة بالنفس، وعدم التركيز. وأحيانا الاكتئاب النفسي كمرض قد يكون مصاحبا لأعراض تشبه أعراض الوسواس القهري، وهنا يكون الوسواس جزءا من مرض الاكتئاب النفسي.
إذا التشخيص مهم في كلا الحالتين، لأنه بالرغم من أنه قد يكون العلاج أحيانا قريبا لكلا الحالتين، ولكن التشخيص مهم لتحديد الجرعة المناسبة، ومن ثم تغيير العلاج إذا لزم الأمر.
الفافرين هو مضاد للاكتئاب، ولكنه فعال جدا في علاج الوسواس القهري أيضا، والسوركويل بالرغم من أنه مضاد للذهان، ولكن هناك دراسات كثيرة تثبت فعاليته في مرض الاكتئاب النفسي حتى ولو بمفرده.
المهم الآن –مما ذكر في استشارتك– هناك تطور واضح في مرض الاكتئاب النفسي عندك، وخاصة الصمت المطبق، الصمت الشديد يكون عادة عرضا من أعراض الاكتئاب النفسي، والعزلة الاجتماعية، وهذا تطور في الاكتئاب النفسي، ويعني أن الاكتئاب النفسي الآن أكثر إلحاحا وأخذ منحى تصاعديا.
نصيحتي ليست بإعطاء أدوية أخرى، ولكن بالذهاب لأقرب طبيب نفسي لعمل فحص كامل، فحص عن طريق أخذ تاريخ مرضي، وفحص الحالة العقلية لمعرفة الأعراض الأخرى للاكتئاب، فقد تكون هناك علامات أخرى للاكتئاب النفسي لا تتضح إلا من خلال فحص الحالة العقلية، وفحص الحالة العقلية لا يتأتى إلا بالمقابلة الشخصية.
فإذا نصيحتي بالذهاب إلى أقرب طبيب نفسي في أسرع وقت، لأنه واضح أن هناك تطورا في الاكتئاب النفسي، وحتى لا يزيد الاكتئاب النفسي ويشكل خطرا يجب الذهاب إلى طبيب نفسي مع الاستمرار في نفس الأدوية هذه بنفس الجرعة حتى يقرر الطبيب النفسي إما استبدالها أو زيادة الجرعة أو إعطاء دواء آخر.
وفقك الله وسدد خطاك.