السلام عليكم ورحمة الله ويركاته.

أسأل الله أن يجزل لكم العطاء على ما تقدمونه من خدمة للإسلام والمسلمين.

أصبت قبل 8 أشهر بفيروس شديد في عيني اليسرى، وبعد مراجعات عديدة اتفق الأطباء أنه فيروس الهربس، ولكن الجميع كان مستغربا من الجرح، وطول مدة شفاء العين، والتئام الجرح، كما وصفوه بعد صورة العين كأنه شجرة متفرعة، وسألوني إن تعرضت للضرب على عيني.

كان العلاج على مراحل، مضادات وقطرات مرطبة وقطرات الكورتوزون، ومراهم بعد التئام الجرح، وبعد شهر وأسبوعين تماثلت للشفاء -ولله الحمد والمنة-.

ولكن بعد شهر عاد الفيروس، وسبب مرة أخرى جرحا في القرنية، وأيضا طالت مدة التئامه، وبعد ذلك ظهرت ندبة بيضاء في القرنية واضحة، ظلت قرابة الشهر حتى اختفت، لكن ما يقلقني الآن هو نظري والتشوش من وقت لآخر، وكأن غشاوة بيضاء على عيني، أيضا لم تعد الكلمات واضحة من بعيد، علما بأن نظري وقت الكشف كان 6/6 -ولله الحمد-.

طلبت موعد ولم يحدد، ولا أدري ما العمل، هل تستدعي حالتي الذهاب للطوارئ؟ أيضا يشغل فكري سؤال عن الفايروس، هل يهاجم مكان آخر أو يكتفي بالعضو المصاب من الجسم؟ وهل يسبب ارتفاعا في درجة الحرارة? أشعر بحرارة شديدة تصيبني لوقت قصير.

أنتظر بامتنان نصائحكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففيروس العقبول البسيط Herpes Simplex شائع جدا، يصاب به الناس في فترة الطفولة، ويستقر في الأعصاب، ويظل كامنا، وهناك أسباب عديدة تؤدي لتنشيطه كالأمراض الشديدة، والترفع الحروري والضغط والجهد النفسي.

يصيب الهربس كافة أجزاء العين، ولكنه شائع أكثر في القرنية، حيث يصيب الظهارية، ويكون بشكل شجرة أو أغصان متفرعة، ويشفى عادة دون ترك أي أثر أو ندبة، أما عندما يصيب لحمة القرنية، ويكون عميقا، فالعلاج هنا يحتاج لوقت أطول، وقد تترك الإصابة بالفيروس ندبات تدوم طويلا.

الهربس قابل للنكس، فعادة واحد من كل أربعة أشخاص يعاود الإصابة في السنوات اللاحقة، وتعتمد حدة الإصابة على درجة وعمق إصابة القرنية، وعلى حالة المريض ومناعته، وقد يصيب الهربس أعضاء أخرى في الجسم، أشهرها الجلد والاغشية المخاطية، لا تسبب الإصابة العينية المعزولة ارتفاعا في حرارة الجسم.

في حالتك المذكورة -أختي الكريمة- يرجى مراجعة طبيب العيون؛ للتأكد من سلامة وصفاء القرنية، وعدم بقاء ندبة في مكان الهربس، ووصف الأدوية المناسبة لإزالتها، والاهتمام بالصحة الجسدية العامة، وتعزيز مناعة الجسم.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية.