السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 19 سنة، تمت خطبتي منذ ثلاثة أشهر على شاب كنت قد تعرفت عليه منذ سنتين ونصف، وأهلي قد عرفوا بعلاقتنا، ورفضوا الزواج في البداية، وبعد حدوث مشاكل كثيرة تمت الموافقة.
مشكلتي أنه يشك بي، حيث أنني أعيش في بيت الأسرة والذي يجمعنا مع أبناء أعمامي، مما يستدعي احتكاكي بهم والتحدث معهم، والاتصال بهم هاتفيا، وقضاء السهرات معهم، وأنا أعتبرهم مثل أخوتي، ولم أخبر خطيبي بعلاقتي معهم، حتى اكتشف بنفسه ذلك، وخيرني بين عدم التحدث معهم أو قطع العلاقة بيننا.
المشاكل لا تنتهي بيننا بسبب الأخبار التي تصل إلى والدي، ووالدي يلومني دائما لأنه اختياري، وكل أسرتي غير راضية عن عمل خطيبي.
والمشكلة الأساسية تكمن في شك خطيبي بي، واتهامه لي أنني أخفي عنه أشياء كثيرة، وأنني أتصرف من ورائه تصرفات لا يقبلها، مما يجعلني أغضب منه ويصالحني، ويوعدني أنه لن يشك بي مرة أخرى، لكنه يعود للشك، مما أوصلني إلى التفكير في فسخ الخطبة؛ حتى أرتاح من المشاكل المحاطة بي بسبب أهلي من جهة، وبسبب خطيبي من جهة أخرى.
بماذا تنصحوني؟ أريد حلا يريحني من المشاكل التي تسبب لي الحزن والاختناق.
وشكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إسراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن التوافق الاجتماعي والبيئي هو من العوامل التي يجب عدم إهمالها عند اختيار شريك أو شريكة العمر, ومن الواضح بأن البيئة التي نشأت أنت فيها تختلف تماما عن تلك التي نشأ فيها خطيبك، ورغم أنني أؤيدك في أن أبناء العمومة هم بمثابة الأخوة, إلا أنني أذكرك بأنهم ليسوا بمحارم, وبالتالي فإن التعامل معهم يجب أن يكون ضمن إطار صلة الرحم فقط, أما المحادثات الهاتفية بدون مبرر والجلسات الترفيهية معهم, فهي من مداخل للشيطان, ولذلك فإن خطيبك محق، وهو لا يطالبك إلا بما أمرك به الشرع, نعم قد يكون لديه غيرة, لكنها لغاية الآن على الأقل هي غيرة مطلوبة ومحمودة وتصب في مصلحتك.
إذا وبكل صراحة أقول لك: إن خطيبك على حق في طلبه, لن يتغير مستقبلا, لكنه يجاملك الآن لأنه يحبك ولا يريد البعد عنك, ومن الجيد أن تعلمي بهذه الحقيقة من الآن حتى لا تتفاجئي فيما بعد, فإذا كنت تحبينه كما يحبك, وراغبة في الارتباط به كما هو راغب، فإن عليك أن تغيري من طريقتك في التعامل مع غير المحارم من أقاربك, ليس احتراما لرغبته فقط, بل واتباعا لتعاليم ديننا الحنيف.
ولا تنخدعي بما يروج له في البرامج والمسلسلات وغيرها من عادات غريبة عن تعاليم ديننا وتقاليد مجتمعنا, تحت مسميات مختلفة: كالانفتاح والتحرر والتطور وغير ذلك، فالحقائق العلمية تظهر بأن أغلب حالات التحرش الجنسي بكل أنواعه تحدث بين الأقرباء, وهذا الكلام مثبت بالإحصاءات على مستوى العالم كله, لذلك لا تقيسي على نفسك فقط, فحتى لو ضمنت نفسك، أو ضمنت أقاربك من الوقوع في الخطأ, فهل ستضمنين بأن أبناءك مستقبلا لن يتعرضوا له إذا ما اتبعوا نفس منهجك في التعامل؟
إن القرار -يا ابنتي- بيدك، فإن شعرت بأنك قادرة على تغيير نفسك, فامضي قدما في إجراءات الزواج، أما إذا شعرت بأنك غير قادرة على ذلك, فأنصحك بالتمهل, فقد لا يكون النجاح حليف حياتك الزوجية مع هذا الشاب.
أسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.