السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
لقد عملت منظارا علويا، وأظهر التهابا في الاثني عشر، وارتدادا في فم المعدة، مما يتسبب في الارتجاع، علما أنني بعد الأكل الكثير أشعر بدوخة وخمول، وألم في البطن، وخفقان في القلب، وكتمة، ولا أتحمل شيئا، وتصبح نفسيتي سيئة جدا، وأعاني من كل ذلك منذ سنتين.
ما الحل؟ هل تنصحوني بعمل منظار سفلي؟ وشاكر لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب ما ورد في الاستشارة فإنك تعاني من الارتجاع المريئي، والارتجاع المريئي عادة ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعده للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع، مع الشعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي إلى رائحة كريهة للفم، وأحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، والشعور بآلام تشبه آلام القلب وضيق النفس، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.
إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي: تناول الأطعمة الحارة، كالفلفل والبهار والشطة، وكذلك الأطعمة الحامضة، كالليمون والبندورة المطبوخة، والأطعمة المقلية والدهون، والبصل والنعناع، والشوكولاتة، والقهوة والشاي والكحول، والمشروبات الغازية.
يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعفا وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، والعلاج يعتمد على الحمية ومحاولة تخفيف الوزن، وبالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا، أو التخفيف منها قدر الإمكان، وعدم النوم بعد الطعام مباشرة، وعدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، والتخفيف من حجم الوجبة الغذائية، ولو الاعتماد على عدة وجبات صغيرة، بدلا من وجبتين كبيرتين، ووضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم؛ للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.
المعالجة الدوائية: وأفضل الأدوية هي المثبطة مضخة البروتين، مثل: البارييت والاوميبرازول والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي، والعلاج الجراحي، ويمكن أن يتم بالمنظار، ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة؛ لأنها بالتنظير، وليست بالتداخل الجراحي.
لذا لا ينصح حاليا بالتنظير السفلي، وإنما ينصح باتباع النصائح السابقة، مع الحمية المناسبة والمتابعة الطبية؛ لصرف العلاج المناسب.
ونرجو لك من الله تمام الصحة والعافية.