السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 33 سنة، أحرص على تطبيق تعاليم الدين وحافظة للقرآن أتعلمه وأعلمه، أرغب في تكوين أسرة صالحة متميزة وعلاقة زوجية ناجحة.
تقدم لخطبتي طبيب صاحب خلق، محافظ على الفرائض، ولكن ليس لديه علم شرعي، وهو من أسرة فاضلة عالية الأخلاق، ولكنه يكبرني بأكثر من 15 سنة، لم يسبق له الزواج لحرصه وأسرته على حسن اختيار الزوجة.
هل هذا الفارق في العمر سلبي أو إيجابي من الناحية النفسية والجسدية والاجتماعية، ومن الناحية الجنسية؟ فأنا أطلب العفة والاستقرار.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ش.أ. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حرصك على الاستقامة والتدين والسعي في تكوين أسرة صالحة مستقرة هدف نبيل وعظيم.
ويظهر من رسالتك أن خطيبك يسعى إلى نفس الهدف، ولذا تأخر به العمر ولم يتزوج حتى يجد من تصلح له، فطالما اتفقتما في الهدف فلا يضر الاختلاف في بعض الصفات، لأن المعيار الشرعي في قبول الزوج هو الدين والخلق، وباقي الصفات لو تخلف بعضها، أو نقص، فيمكن تجاوزه إذا وجد الدين والخلق الذي بهما قوام الحياة، ذلك أن السعادة الزوجية تنشأ على الدين والخلق ومعرفة الحقوق والواجبات التي شرعها الله تعالى على كل منهما.
وقد وجدت في التاريخ الاسلامي أمثلة ناجحة للأسر السعيدة مع اختلاف السن بين الزوج والزوجة، مما يدل على أن الفارق في العمر بين الزوجين ليس مؤشرا سلبيا دائما، بل أحيانا يكون إيجابيا إذا توفر الدين والخلق وفهم كل منهما للآخر.
وطالما من تقدم لخطبتك يتصف بالدين والخلق ويرغب في بناء أسرة صالحة مستقيمة، وأنت تريدين ذلك، فلا يضر اختلاف العمر بينكما خاصة إذا كانت حالته الصحية والنفسية جيدة.
وعليه: ننصحك بالتأكد من ذلك واستشارة من يعرف عن حاله وقدراته وظروفه، ثم صلاة الاستخارة ودعائها وما اطمئنت إليه نفسك بعد ذلك فافعليه.
وفقك الله لما يحب ويرضى.