السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري 29 سنة، عانيت من الهلع والاكتئاب قبل سنة، وجربت الطب النفسي، فنصحني الطبيب بإستخدام باروكسات 20، وبعد 15 يوما من الاستخدام تحسنت كثيرا، وأصبحت -ولله الحمد- سعيدة ومرتاحة، وغير خائفة ومكتئبة.
بعد فترة أصبحت آخذ الدواء يوما ويومين، ثم كل خمسة أيام، وهكذا استخدمت الباروكسات سنة وأربعة أشهر بشكل متقطع.
الآن أشعر باكتئاب شديد وخوف وقلق بدون سبب، أستيقظ من نومي فزعة خائفة، مع ضيق في الصدر، فهل عدم الالتزام بالدواء هو السبب؟ هل أرفع جرعة العلاج؟ أريد أن أعود كما كنت سعيدة، أحب الحياة دون قلق وخوف وضيق، لا يوجد لدي أية مشاكل عائلية، ووالداي -ولله الحمد- على قيد الحياة، وتلك هي أكبر نعمة وسعادة بالنسبة لي، ولكن لا أعلم سبب حزني وخوفي وضيقتي وقلقي، أرجو مساعدتي، أصبحت أخاف من النوم كي لا أستيقظ فزعة وخائفة، ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إشراق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الهلع والخوف طبعا من الأعراض التي تسبب ضيقا للشخص وعدم راحة، وقد تكون ناتجة من مرض نفسي ليس له أسباب، وقد تكون ناتجة من ضغوطات حياتية، أو حتى تكون ناتجة من بعض الشخصيات، فبعض الناس لهم شخصية تكون عرضة للقلق والهلع حين تعرضهم لأشياء محددة، بالرغم من أنك قلت الحمد لله العلاقة مع الوالدين بخير، ولكن هذا لا يمنع إذا كانت ضغوطات أخرى في حياتك قد تسبب نوعا من الهلع والخوف.
على أي حال: الباروكسات هو الباروكستين، علاج فعال جدا للهلع والخوف، ولكنه ليس مهدئا، هو علاج، ولا بد من الانتظام عليه لإحداث المفعول، هو يعمل على زيادة تركيز السيروتونين في الخلايا العصبية في مخ الإنسان، وهذا المفعول مفعول تراكمي، يحدث باستعمال الدواء بانتظام، فإذا الانتظام مهم، وليس عند اللزوم.
لذلك أنصحك بالرجوع إليه بانتظام، أما الجرعة فتحددها الاستجابة أو وجود آثار جانبية، إذا لم تكن هناك آثار جانبية والاستجابة لم تكن مائة بالمائة فيمكن زيادة الجرعة، والجرعة عادة تتراوح بين عشرين مليجراما إلى أربعين مليجراما، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: لا بد من علاج نفسي، علاج نفسي بواسطة معالج نفسي مفيد جدا، ويقال في كثير من الدراسات أن الجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي أفضل من العلاج الدوائي لوحده، أو العلاج النفسي لوحده.
وفقك الله وسدد خطاك.