أعاني من حساسية شديدة الإيذاء وخصوصاً في فصل الشتاء

0 281

السؤال

السلام عليكم

أعاني من حساسية شديدة الإيذاء منذ 17 سنة، وتكون أقوى في فصل الشتاء، وهي عبارة عن شكشكة ووخز، Stings & Hives في الجلد كله مثل لدغ النحل، ويصاحبها هرش واحمرار وحبوب، وأحيانا تدرن في الجلد كله.

قمت بعمل اختبارات الحساسية مرتين، وهي اختبار عينات من الدم، وكلها سلبية، واختبار حقن تحت الجلد وكله سلبي، ويظهر اختبار الدم IGE نسبة الحساسية عالية جدا.

وقام أطباء الجلدية والحساسية والمناعة بتشخيص الحالة على مدار 17 سنة بثلاث تشخيصات كالتالي:
- حساسية عصبية nervous urticaria.
- حساسية للجو المحيط Modification of life urticaria .
- الشري الفيزيائي physical urticaria.

أما الدواء فكله عبارة عن مضادات للهيستامين ومنها: الحبوب بمعظم أنواعها ما يسبب النعاس أو الحديث الذي لا يسبب النعاس ومنها مثل - زنتاك زيرتك أتراكس أليير ديسلوراتدين ايبكوتايل - وغيرها ولا تعطي الحبوب أي تحسن يذكر.

الحقن تعطي تحسنا معقولا مثل - كيناكورت ديبوروف ديبروكورتين - ولكن ينصح الأطباء بعدم أخذ الحقن بسبب الكورتيزون وينصحون بتعاطيها كل 3 شهور مرة - ولكني أتعاطاها كل 3 أسابيع مرة.

أرجو إعطائي دواء شاملا للحساسية، حيث أنها مؤلمة جدا، كما أرجو الإفادة عن ما هي مضادات الهيستامين الطبيعية؟

بارك الله فيكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانى منه –أخانا الكريم- هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا أو الشرى، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, مثل الوصف الذي ذكرته, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن.

ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي) أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.

توجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم.

أتصور من خلال الوصف المذكور أنك تعاني من الأرتيكاريا المزمنة المصحوبة بارتفاع في Total IgE وليس هناك سبب محدد لذلك, وذلك النوع من أنواع الارتيكاريا الشائعة فلا تقلق.

علاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث مثل: (fexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg) ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة ويمكن زيادة عدد مرات تناول مضادات الهستامين تلك.

ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل: الـ (Hydroxyzine 10 mg) إلى مضادات الهستامين الحديثة إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرض, حتى يتم السيطرة على الحالة، ويمكن إضافة مضادات هستامين من فئة H2 أو استخدام بعض العلاجات المناعية أو البيولوجية الحديثة مثل Xolair، مع أخذ الاحتياطات اللازمة.

ولكن لا تستخدم الكورتيزون بالطريقة التي ذكرتها؛ لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث آثار جانبية حقيقة مع الاستخدام المتكرر، ومن غير المتعارف عليه ذلك الأسلوب من استخدام الكورتيزون في علاج الارتيكاريا، وربما يستخدم لفترة قصيرة للحالات الشديدة جدا حتى يتم السيطرة بالأسلوب الذي ذكرته لك، ولا يوجد مضادات هستامين طبيعية متعارف عليها لعلاج الارتيكاريا.

وأنصح أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص مشهود له بالكفاءة والعلم, ولأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة.

وفقك الله وحفظك من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات