بسبب شكوك في العقيدة تركت الصلاة، فأشعر بالضياع، أنقذوني.

0 295

السؤال

السلام عليكم.

أنا سيدة عمري 25 سنة، متزوجة منذ سنة تقريبا، وسأصبح قريبا -إن شاء الله- أما لطفلة، منذ أربع سنوات كنت مواظبة على صلاتي، قريبة من الله بالدعاء وأعيش راحة نفسية كبيرة.

حدث شيء زلزل توازني، وأفسد علاقتي بخالقي، حيث حدثني زميل سابق لي في الدراسة، كنت أكن له كل الاحترام نظرا لحسن أخلاقه ونضج أفكاره، حدثني عن وجود الله، عن القرآن والرسول ودين الإسلام عامة، بأشياء شوشت تفكيري، وأوجدت في قلبي وساوس الشيطان، حاولت مجادلته في ما يقول، لكنني فشلت نظرا لقلة حججي، فاضطررت لإنهاء المناقشة، وأخبرته أنني لن أحدثه أبدا لأنه أساء لمعتقداتي.

وفعلا لم أحدثه بعد ذلك، لكنه ترك أثرا عميقا في نفسي، أصبحت أتهاون في صلاتي شيئا فشيئا، حتى تركتها، بل أسوأ من ذلك، كنت أمثل أحيانا أنني مواظبة على الصلاة حتى لا يخيب ظن أمي بي، ودفعني ترك الصلاة إلى كثير من الأفعال المشينة مثل الغيبة وغيرها.

حاولت التوبة عدة مرات، ودعوت الله على أن يثبتني على دينه، لكنني ما زلت على حالي، أصلي يوما وأترك الصلاة لأسابيع، أحس بقساوة قلب كبيرة، وبقلة خشية الله، كم يصعب الاعتراف بأمر كهذا.

ماذا عساي أفعل الآن، هل يسامحني الله على الشكوك التي تراودني؟ كيف أتغلب عليها؟ كيف أقوي إيماني وأعود إلى فطرة الإسلام الصحيح؟

لا أريد أن ترى طفلتي الوجود وأنا ما زلت على هذه الحال، لا أريد أن أخيب أمل زوجي أكثر فقد تعب من حثي على الصلاة، لكنه لا يعلم ما يسكن قلبي من وساوس، أرجو عدم إحالتي لفتوى أخرى لأنني في أمس الحاجة لإجابتكم.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

ما حصل لك هو شبهة دخلت في عقلك وأثرت عليك بسبب قلة العلم والمعرفة بأحكام الإسلام، ولذا حذر العلماء قديما وحديثا المسلم قليل البضاعة في العلم الشرعي من مجادلة أهل الضلال أو الجلوس معهم أو الاستماع لشبهاتهم؛ خشية أن يفسدوا عليه دينه وفطرته.

ودين الإسلام قائم على أصل التسليم والاستسلام لله سبحانه وتعالى؛ لأنه موافق للفطرة، قال سبحانه:(فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم).

ولمعالجة حالتك عليك أن تشكي أولا في تلك الشبهات التي عرضها عليك زميلك حول دينك، ثم تجمعينها وتعرضينها على أحد أهل العلم المختصين في بلدك لتفنيدها واحدة واحدة.

ولعلاج أثر هذه الشبهة أنصحك بالدعاء والالتجاء إلى الله أن يهدي قلبك، كما أنك محتاجة إلى دفعة من الأعمال الصالحة لتقوية الإيمان، مثل رحلة عمرة أو برنامج جماعي فيه تعاون على الطاعات، مثل دورة في تنمية الإيمان والطاعة مع مجموعة من الأخوات الصالحات، بالإضافة إلى برنامج إيماني تربوي خاص بك أنت وزوجك تنفذونه في البيت، يحتوي على صيام نافلة، صدقة، قيام ليل جماعة، تلاوة للقرآن، جلسة ذكر وتفكر، زيارة المقابر، التفكر في الآخرة، سماع محاضرات ومواعظ تذكر بالله والدار الآخرة، وغيره مما يقوي الإيمان.

وأقترح أن يكون هذا البرنامج لمدة لا تقل عن 3 أيام، ولو أمكن أن تستغلوا قرب حلول عشر ذي الحجة، وهي من أفضل الأيام عند الله، وتعملوا البرنامج فيها مع زوجك وبعض الأقارب، و-إن شاء الله- ستجدين أثرا كبيرا له على نفسك، ويقوى إيمانك، وتشعرين بالطمأنينة، خاصة إذا وجدت النية الصالحة، والتوبة الصادقة منك.

وإياك والتفكير خلال هذه الفترة بالشبهة التي ألقاها عليك زميلك؛ حتى تهدأ نفسك وتطمئن، ثم بعد ذلك تفقهي في الدين وتعلمي أحكامه، واعرضي ما يعترضك من الشبهات على أهل العلم لتفنيدها بعلم، ولا تسكتي عنها، حتى لا تؤثر عليك وعلى عقيدك واستقامتك.

أسأل الله لك التوفيق والهداية والثبات على دينه.

مواد ذات صلة

الاستشارات