أريد توجيهكم في كيفية تصحيح مساري الدراسي، وبماذا تشيرون علي؟

0 266

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بداية أود ان أشكركم على هذا الموقع الجميل، وأسأل الله أن يضاعف أجوركم وأن يعينكم.

قبل أن أبدأ أعتذر على طول الاستشارة، فقد أردت أن أوصل لكم حالتي بتفاصيلها لكي تتم معالجة قضيتي بشكل فعال.

أنا شاب من سوريا، عمري 23 سنة، منذ طفولتي كنت أرسم لنفسي واقعا غير الذي مررت به، ولكن لا تجري الأمور كما تتمناها.

مشكلتي أعتقد أنها بسيطة، وتحتاج لوعي بسيط وتوجيه، ولهذا أريد أن أعرضها على موقعكم الكريم، لعلي أجد الإفادة والتوجيه الصحيح.

أنهيت الثانوية العامة في دولة قطر الحبيبة عام 2010، ومع انتهاء تلك الفترة من حياتي بدأت أفكر بمرحلة الجامعة، وموضوع اختيار التخصص الجامعي الذي للأسف يكون عائقا كبيرا أمام لنجاح والتفوق.

وبعد حيرة طويلة اخترت تخصص طب الأسنان، وعندما اخترت هذا التخصص لم أكن مهتما أبدا بمجاله، ولم أكن أملك أي خلفية عنه، وبشكل عام أنا لست مهتما بالطب، ولكن لا أعلم شعرت بأن طب الأسنان نوعا ما مختلف، ورأيت أنه بين الطب والهندسة، وأبي كسائر الآباء كان يحلم بأن يكون لديه ابن يحمل اسم "طبيب".

بدأت الدراسة، وكانت السنة الأولى تحمل مواد بسيطة نوعا ما، غير أنها لم تكن متعلقة بالتخصص، فكانت تقريبا مواد سنة الثانوية العامة تتكرر، وهكذا أنهيت السنة الأولى واجتزتها بسلام.

في السنة الثانية بدأت آخذ مواد بسيطة تتعلق بطب الأسنان، ومنذ ذلك الوقت بدأت أتساءل في نفسي، هل هذا التخصص مناسب لي؟ وكنت كثير ما أتخيل نفسي في مراحل متقدمة بالاختصاص، وأتصور أني لن أصل لذلك المستوى بالشكل الذي يجب أن أكون، ودائما ما كنت أحاول أن أقنع نفسي بأن كل من يدرسون يعيشون نفس حالتي، ولا يوجد أحد سعيد بدراسته، وكنت نوعا ما غير متأكد من نفسي حول هذا الاختصاص.

درست سنتين ونصف، وكنت أسير على نفس الخطى آملا بأن ان أصل لوقت أقول فيه لنفسي "حمدا لله أني استمريت في هذا التخصص"، إلى أن ساءت الأوضاع في بلدي سوريا، ففي نهاية عام 2013 غادرت البلاد وتركت جامعتي، وبدأت أبحث عن جامعة أخرى أتابع تعليمي بها.

هذه الفترة كانت بمثابة مضيعة للوقت فقد أضعت سنتان من عمري دون فائدة حقيقية بسبب عدم إيجاد بديل لجامعتي فلم اجد الاختصاص في دولة قطر المقيم فيها وحاولت في دول عربية اخرى مثل الاردن ولبنان ومصر وكانت كل دولة تغلق الباب في وجهي لسبب مختلف عن الأخرى كعدم حصول على تأشيرة وأولية المقاعد للطلاب الجدد وارتفاع أقساط الجامعة.

في هاتين السنتين كان يوجد شيء جميل في نفسي فكنت بقدر قلقي على مستقبلي كنت مرتاحا لتخلصي ولو مؤقتا من الحيرة التي كانت تصاحبني في كل يوم في كليتي أتساءل حول مدى توافقي مع التخصص الذي أدرسه.

بعد هاتين السنتين وجدت جامعة في تركيا، وسجلت بها، وفي نفس التخصص، وكنت آمل أن تتم معادلة موادي التي أنهيتها في سوريا، وعند قدومي للجامعة كان علي أن أجتاز فحص اللغة الانجليزية، وللأسف لم أجتزه، واضطررت لدراسة سنة لغة، والحمد لله كانت مفيدة، وطورت لغتي الانجليزية، وبسبب ذلك أجل موضوع معادلة موادي للصيف الذي نعيشه الآن، وبعد ترقب طويل ظهرت نتيجة التعديل بشكل مخيب للآمال فلم تقبل اي سنة دراسية من سنوات دراستي وذلك بسبب اختلاف نظام الدراسة، كما أن معدلي التراكمي كان ضعيفا.

الآن بعد أن كنت أرى أني أضعت سنتين من عمري، أصبحت أرى أني فقدت خمس سنوات من عمري بدون أي فائدة، وأشعر بأني ضائع وحائر ولا أعرف الطريق الصحيح.، فأنا الآن حيران بين استمراري في تخصصي وجامعتي، رغم أني ما زلت غير متأكد من تعلقي بهذا التخصص أو لا.

والخيار الثاني: هو أن أغير التخصص كله، وأصحح طريق حياتي، ولكن كذلك أنا لم أستطع أن أجد الاختصاص الذي أكون فيه متأكدا بنسبة 100٪‏ أنه مناسب لي.

الشيء المتأكد منه الآن هو أني أريد أن أعوض ما فاتني، وأصحح مسار حياتي، وأن أرتقي لمستوى أفضل، أتمنى أن تساعدوني وتوجهوني للطريق الصحيح.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما أصابك من عنت ومشقة في دراستك وغربتك عن بلدك احتسب الأجر فيه على الله، حتى تخفف على نفسك من آثاره، وحاول أن تنسى الماضي ولا تتحسر عليه، بل اجعله تجربة ناجحة لك للانطلاق.

وأنصحك بدراسة دورات بعنون: كيف تختار التخصص، وهي منتشرة على الشبكة، وتنظمها بعض المعاهد التدريبة، فمن خلالها تستطيع اتخاذ القرار حسب حالك.

وحتى يكون الاختيار صحيحا؛ لا بد من أن تكون ميولك ومهاراتك ورغبتك متوجة نحو التخصص الذي تريد: فلا تدرس تخصصا بعيدا عن ميولك ورغبتك حتى لا تكرر التجربة السابقة، وشاور من تعرف من زملائك عن إيجابيات وسلبيات كل تخصص، ثم انظر في قدراتك ورغبتك وميولك، ثم استخر الله تعالى في ذلك، وما اطمأنت له نفسك إليه فافعله.

وإياك والتردد بعد القرار، وتشكيك نفسك في قدراتك بعد الاختيار، بل درب نفسك على الرضى بما اخترت من تخصص، واجتهد فيه، لأن إهمال الاجتهاد فيه يسبب ضعفا فيه ونفورا عنه شيئا فشيئا.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات