السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندما كنت صغيرا في سن التاسعة قفزت من باص فارتطم رأسي بالأرض، وبعدها دخلت في الغيبوبة، وأيضا حصل لي ارتجاج في المخ، وكنت في العناية المركزة ولم أكن أستطع أن أقف على قدمي، وكان جسمي يهتز.
أجريت تمارين العلاج الطبيعي بمساعدة المستشفى -والحمد لله- تعافيت، ولكني تركت هذه التمارين لعدة سنوات فرجع الاهتزاز في جسمي وخاصة في يدي عندما أريد الكتابة أو إمساك كوب.
أرجو منكم أن توضحوا لي هذه التمارين التي تساعد في التخلص من الاهتزاز أو الرعاش.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أعتقد أن الإصابة وأنت صغير تركت أثرا الآن، وارتجاج المخ أمر وقتي يحدث نتيجة الحادث مما يؤدي إلى بعض الخلل في الموصلات العصبية والكيميائية بين خلايا المخ المختلفة سرعان ما يتم تداركه، وهذا الارتجاج أمر لا يترك أثرا مزمنا في وظائف المخ المختلفة.
وقد ذكرت في استشارة سابقة أنك تعاني من بعض الرهاب الاجتماعي البسيط، ومن أعراض الرهاب احمرار الوجه، والرعشة، وزيادة الخفقان أو نبض القلب، وقد أشار عليك الاستشاري النفسي ببعض النصائح القيمة التي تفيد كثيرا في علاج الخوف، وما يترتب عليه من رعشة واهتزاز.
وهناك أسباب مختلفة للرعشة والاهتزاز، منها الرعشة الفسيولوجية مثل: الإكثار من القهوة والمنبهات، والرعشة الوراثية الموروثة عن الآباء والأجداد، حيث تلعب الوراثة دورا كبيرا في قابلية الفرد لحصول الرعشة في يديه، وبعض العائلات تكون الرعشة ملاحظة لديهم أكثر من عائلات أخرى وهذا شيء لا يقلق، وقلما تحتاج إلى علاج، وهناك الرعشة المرضية المرتبطة بمرض القلق والرهاب وبعض الأثار الجانبية لبعض الأدوية.
وهناك رعشة مرتبطة بزيادة نشاط الغدة الدرقية خصوصا عند ملاحظة وجود ورم في مقدمة الرقبة، ويلاحظ عند بلع الطعام أو اللعاب، ويمكن فحص وظائف الغدة الدرقية TSH & Free T4، وتناول العلاج حسب نتيجة الفحص.
ومن الأدوية التي تساعد على التخلص من الرعشة تناول جرعات قليلة من دواء مج Indral 20 مرتين في اليوم لمدة شهر، ثم جرعة 10 مج مرتين يوميا لمدة شهر آخر، ثم قرص واحد 10 مج قبل النوم لعدة شهور، وفي حالة وجود قلق أو توتر عصبي ورهاب مجتمعي فلا مانع من تناول حبوب Prozac 20 mg لعدة شهور، والتي تساعد على ضبط الحالة المزاجية والعصبية، وتعالج التوتر والقلق النفسي بأمر الله تعالى.
وفي حال سلامة وظائف الغدة الدرقية فإن العلاج يتمثل في تجنب الأسباب التي تؤدي إلى الرعشة، ومن ذلك غذاء الروح كما نغذي الجسد من خلال المصالحة مع النفس، والصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، وممارسة الرياضة بشكل منتظم خصوصا المشي والركض، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن.
كذلك عليك بدوام الدعاء والاستغفار، قال تعالى في سورة نوح: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}، وعليك بدعاء سيدنا زكريا -عليه السلام-: {رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين}.
وفقك الله لما فيه الخير.