السؤال
السلام عليكم..
تحية طيبه لكم، وجزاكم الله جنة الفردوس على ما تقدمونه لنا من نصائح وتوجيهات.
أنا فتاة في العشرين من عمري، طالبة علوم سياسية، أشتكي من عدة مشاكل، وهي:
أولا: لدي أحلام يقظة منذ الطفولة.
ثانيا: عانيت من رهاب اجتماعي، وحاولت التخلص منه، والحمد لله نجحت، وأصبحت أصعد المسرح بكل ثقة، وألقي الخطابات، ولكن بقي لدي رهبة من بعض الشخصيات الهامة.
ثالثا: وحيدة لا صديقات لدي مع أني جميلة ومؤدبة بشهادة الجميع، وبعضهم يقول أني معقدة، لأني لا أحادث الشباب، أنا فقط صديقة أمي، وهي الوحيدة التي تشاركني يومي، و كم أحزن عندما يسألوني من صديقتي، وأجيب بالصمت.
رابعا: بعدها أصبحت مكتئبة وحزينة، ولا رغبة لي في الحياة، وأتمنى لو أموت، فأنا أشعر بأن وجودي مثل عدمه، ولا أحد يحبني، وكل حلم تمنيته ينقلب ضدي، ودائما أدعو الله وأقول: (يا ربي توفني إن كانت الوفاة خيرا لي).
خامسا: ألوم نفسي كثيرا، وأفكر في الأخطاء بالماضي، وكل ما حصل معي، وأتذكر بحسرة الماضي الذي عايشته.
سادسا: أحببت شخصا حبا نقيا، وبالطبع لم يعلم عني، شخص تربطني به قرابة، لكن لم يكن من نصيبي، وأنا أشعر بالغيرة الشديدة، والترقب لأخباره، وأشعر بالفراغ العاطفي، وأقول بتعجب من يرغب بي أساسا؟
أخيرا، أكتب لكم ودموعي تنهمر حزنا على حالي وعجزي وفشلي في التغيير، وأقول هل سأشفى وأصبح سعيدة فيما بقي من حياتي.
وأعلم أنه لا يوجد حل إلا بأمر الله، ولكن لربما أنفس بعض الشيء عن نفسي بمواساتكم لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتون حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الفضفضة إلينا بما يقلقك ويشغل بالك، أعانك الله وخفف عنك ما أنت فيه.
نعم هناك عدة جوانب في سؤالك، فهناك الرهاب الاجتماعي الذي تحدثت عنه، وبالرغم من تحسن حالة هذا الرهاب، إلا أنك من الواضح أنك ما زلت تعانين من هذا الرهاب، سواء مع الشخصيات الهامة في المجتمع كما ذكرت، أو من ضعف التواصل مع الصديقات وحال العزلة التي تعيشينها.
ولا بد من العمل على العلاج الفعال لهذا الرهاب، لأنه من الواضح أنه يؤثر على الكثير من جوانب حياتك، وربما آن الأوان لزيارة عيادة الطبيب النفسي، ليقدم العلاج، سواء العلاج النفسي المعرفي أو حتى العلاج الدوائي، أو كليهما معا.
طبعا تعلمين أن كلام بعض الناس من أن الأنسان مريض أو معقد لأنه ملتزم ويحافظ على أخلاقه وسلوكه، كلام غي صحيح وغير دقيق، إلا أنه مع الأسف الضغط الاجتماعي لدفع الناس للانحراف والسير في طريق المعاصي.
ولكن الاكتئاب الذي أشرت إليه، فهو شائع عادة مع حالات الرهاب الاجتماعي، بسبب ما يشعر به الشخص من العزلة الاجتماعية والوحدة... ومن أعراض مثل هذا الاكتئاب هو ما تشعرين به من لوم نفسك على أمور حصلت معك في الماضي.
إلا أن علاج هذا الاكتئاب إنما يتم من خلال العلاج الفعال للرهاب وآثاره السلبية من العزلة وتجنب لقاء الناس. وهذا مبرر آخر للتأكيد على زيارة الطبيب النفسي.
ونفس الشيء مع فكرتك السلبية عن فرص الزواج، فهي كالاكتئاب الثانوي بسبب تأثير الرهاب على جوانب حياتك، إلا أن هذا سيزول مع تقدم العلاج الفعال للرهاب.
أرجو أن لا تطول معاناتك، وأن لا تترددي بزيارة الطبيب النفسي.