أعاني من حالة الذعر وسرعة دقات القلب والخوف، فما العلاج؟

0 222

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العمر 37 سنة، متزوج ولدي طفلين.

طريقة التربية: التخويف، والترهيب، وتضخيم الأمور، والوعيد بالعقاب، والاستهزاء، ووالدي -رحمه الله- كان يعاني من الشقيقة، وكان كل يوم نحسبه يموت لأنه يتشهد ويضخم الأمور.

المدرسة: ليس لدي أصحاب، إما أن يكونوا أصحاب مشاكل ومستهترين، أو أعلى مني مكانة اجتماعية، فالمدرسة كانت اكتئاب بالنسبة لي.

سمات الشخصية المنطبقة علي تماما: الشخصية القلقة، والشخصية الاعتمادية، وجاءتني فجأة:

1- ألم في رأس المعدة، مع ذعر وهلع، ودقات قلب سريعة، قلق عام، اكتئاب بنسبة متوسطة.
2- خوف من كل شيء.
3- وسواس توقعي مثلا إذا فعلت كذا سيأتيني كذا.
4- تضخيم الأمور وتهويلها.
5- خوف من الطائرة.
6- خوف من الصوت.
7- خوف من المرتفاعات.
8- خوف من الأماكن الضيقة.
9- خوف من الزحام، والكثير الكثير، حتى من الماء والرعد والشتاء والبرد.

العلاج: أخذت سيروكسات 40 لمدة 3 أشهر، وبعدها 20 واستمريت 14 سنة، وكل فترة أقلل حتى توقفت.

النتيجة: ذهاب نوبة الهلع، والاكتئاب فقط، أما الوساوس والتضخيم فموجودة.

الأضرار من الدواء: خوف الجوع والسمنة، وكانت تأتيني بشكل يومي نوبات هلع، لكن أحسبها هبوط سكر، وأقوم بالأكل حتى تذهب سمنة التهاب الغدد العرقية.

حاليا وبعد التوقف قبل عام تقريبا: الوساوس موجودة، نوبة الهلع خفيفة، لكن التردد والتوتر وأعراض القلق العام والوساوس موجودة.

ذهبت للأطباء وشخصوني بالذعر، والشخصية القلقة، وآخرين بالقلق العام. أعطوني بروزاك، وأطباء أعطوني سبرالكس.

أريد حلا وتشخيصا سليما والعلاج المناسب دون سمنة. أنا مدخن ومحب للتدخين، ولا يمكن أن أعيش بدونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وجزاك الله خيرا، وبارك الله فيك.

وصفك - أخي - جميل جدا ومحدد المعالم فيما يتعلق مما تعاني منه، والذي أريد أن أوجهك له هو أنني لا أنكر الآثار السلبية التي قد تنشأ من التربية الخاطئة، لكن يجب ألا نحمل هذا الموضوع فوق طاقته، والدك - رحمه الله - كان يريدك أن تكون أفضل منه، كان هذا هو مبتغاه ولا شك في ذلك، لكن ربما يكون منهجه ليس هو المنهج السليم في ذاك الوقت، وهذه الأمور ينظر إليها - أخي - أن هذا ماض قد انتهى، ووقت قد خلى، والمهم هو الحاضر والمستقبل.

الأمر الآخر أخي: أنت ذكرت أشياء كثيرة، أعراض كثيرة، وعلقت على شخصيتك، وهذا أعجبني كثيرا، لكن في المقابل لم تحدثني عن إيجابياتك، لا شك أنها موجودة وأنها كثيرة.

هذا هو الذي أريد أن أذكرك به، وأريدك أن تقتلع ما هو سلبي من خلال ترسيخ وتضخيم وتجسيم وتعزيز ما هو إيجابي في حياتك، هذا على نطاق التفكير، على نطاق السلوك، على نطاق العمل، على نطاق التواصل الاجتماعي، لا تقلل من قيمتك، لا تحقر ذاتك، ويجب أن تعزز ما هو إيجابي وتطوره.

ويا أخي الكريم: من الأمور المهمة جدا التجاهل لبعض الأعراض السلبية، التضخيم والتجسيم للأعراض السلبية يأتي من التدقق واعتبار ما ليس معتبرا. علم نفسك وطوعها ودربها على هذا النسق.

أخي: أتفق معك أن شخصيتك تحمل سمات القلق وكذلك سمات الوسوسة، وهذه يجب ألا نعتبرها أمراضا، إنما هي نوع من الظواهر، والإنسان يرتقي ويتطور، هذا لا شك فيه، وهذا يجعلنا دائما نأمل أن هذه الأعراض سوف تتحسن بمرور الزمن.

أخي: الرياضة يجب أن يكون لها حيز كبير جدا في حياتك، الرياضة تقوي النفوس، تزيل الشوائب النفسية السلبية، ترو الشخصية، وتجعل القلق دائما قلقا إيجابيا. منافع الرياضة تقع على النفس قبل الجسد، فاحرص - أخي الكريم - على هذا، كما أن البناء النسيج الاجتماعي الجيد والإيجابي، والحرص على الصلاة مع الجماعة، وممارسة رياضة جماعية، الانخراط في عمل تطوعي أو ثقافي أو اجتماعي، هذا كله وجدناه مفيدا جدا للناس متى ما طبقوه.

أخي الكريم: التدخين تعرف مخاطره ومضاره، وإن كنت محبا له يجب أن تتوقف عنه إن كنت محبا لنفسك أكثر ومطيعا لأمر الله تعالى، حيث قال: {ويحرم عليهم الخبائث} فالتدخين ليس أبدا من الطيبات، ويؤدي إلى مرض سرطان الرئة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار)، وقال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وقال: {ولا تقتلوا أنفسكم}، وقال: {فهل أنتم منتهون}؟!

إذا توقف عن التدخين ولو مع شيء من الألم، هكذا يجب أن تدار الحياة.

أخي الكريم: أنا أرى أن البروزاك هو الدواء الأفعل والأفيد في حالتك، ويمكن أن تدعمه بالعقار المعروف بـ (بسبارون) هذا مضاد للقلق، ممتاز، دواء بطيء لكنه فاعل، ويعرف أنه مدعم تماما للبروزاك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات