تغلبت على أغلب مشاكلي النفسية وأحتاج شرحا لحالتي.

0 184

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الشكر أرجو مساعدتي في أقرب وقت، وأرجو الرد على مراسلتي في أسرع وقت.

أنا صاحب الاستشارة رقم 2312090 وقد سبق أن وصفت لكم حالتي في هذه الاستشارة، قد شهدت حالتي تحسنا ولم أعد أخاف من الجنون، ولم يعد ينتابني الشعور بالموت أو أن تتعكر حالتي، بالرغم من أن هذا التحسن الذي ينتابني، وبالرغم من أن حالة الشعور بأني في حلم ليست موجودة، إلا أني مازلت أعاني من تغير في الرؤية، وأن الإدراك والاستشعار لدي قد قل، ما أراه لا ينطبق مع عقلي مثل مشاهدت حلم، وخاصة عندما أستيقظ من النوم، إضافة إلى أن الشعور بالقلق في حلقي وصدري مازال، خاصة في صدري إذ صار يقلقني في حالات مثل الارتباك، وأحيانا أشعر بضيق داخله، وصعوبة في دخول الأكسجين، وأحيانا أشعر أنه ليس موجودا، أي أفقد الشعور بصدري.

كذلك أتت فترة لا تراودني هذه الأيام وهي أني لا أشعر بمرور الوقت أو بقاءه على حاله، مع شعور ليس دائما بأن الحياة صارت لا طعم لها، وأفقد الثقة بنفسي أحيانا، وأشعر أنها صارت ضعيفة.

قد وصفت لكم حالتي في الاستشارة السابقة، ونسيت أن أخبركم أن هذه الحالة بدأت ترافقني إلى الآن، بداية من اختبار الباكلوريا، علما أني لم أعطه أهمية، وقد فشلت فيه وسوف أعيده هذه السنة.

هل من الممكن أن تكون هذه الحالة لها دخل؟ علما أني تحسنت، أصبحت أشعر أحيانا بأني سأبني شخصية أقوى مما أنا عليها، حتى من قبل بمجرد تجاوز هذه الحالة، كما أعلمكم أني تحسنت مع أني لم أزر الطبيب.

أرجو مساعدتي، وإعطائي أكثر شرح عن حالتي، ومجموعة من السلوكيات التي تنفعني في حالتي هذه. أريد العلاج سلوكيا، لا خوفا من الأدوية، لكن اقتناعا بأن سبب الداء نفسي، فعلاجه نفسي، وإن كانت حالتي تستوجب أدوية فلا مشكلة لدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ manai حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على أنك تحسنت من معظم الأعراض التي كانت تنتابك وتؤرق عليك حياتك، وتجاوزت كثيرا منها، وهذا يدل على قوة شخصيتك، ويدل على سيرك في الطريق الصحيح، بالرغم من أنك ذكرت أنك لم تزر وتقابل طبيبا أو معالجا نفسيا.

الأعراض التي ذكرتها في استشارتك السابقة - أخي الكريم - وكررت بعضها الآن معظمها - كما ذكرت سابقا - هي أعراض للقلق والتوتر، والقلق والتوتر يكثران في هذه الفترة من الحياة، فترة الحياة الجامعية بما فيها من ضغوط دراسية، وبما فيها من مرحلة لنمو الشخصية لفترة معينة، وطبعا البكالوريا من الأشياء التي تحدث ضغطا شديدا على الطالب، لأنه أصبح على مرحلة أعتاب تتويج كل جهوده في المرحلة الدراسية بالحصول على البكالوريا والانطلاق إلى مرحلة حياة جديدة، مرحلة التوظيف، أو مرحلة الوظيفة والاعتماد على النفس، فهذه مرحلة قلقة وتحدث ضغوطا كبيرة على الشخص، فلا ريب أن حصل معك ما حصل في مرحلة البكالوريا، وكثيرا من الناس يجتازون هذه الفترة ويستطيعون أن ينجحوا في البكالوريا، ولكن للأسف الضغوط كانت أقوى أو لم تتعامل معها في حينها بالصورة المناسبة، ولذلك رسبت.

الأخ الكريم: العلاج السلوكي للقلق والتوتر والإحساس بأن الحياة لا طعم لها، وفقدان الثقة بالنفس، والأعراض الجسدية المختلفة، في المجمل علاج ذلك كله في الاسترخاء النفسي، الاسترخاء هو عكس التوتر والقلق. إنه ليس في مقدورك التخلص من التوتر، لأنك لم تجلبه لنفسك، ولكن في مقدورك أن تتعلم كيف تسترخى، وإذا تعلمت كيف تسترخى فتلقائيا سوف يختفي التوتر والقلق، لأن الضدان لا يجتمعان في لحظة واحدة.

طرق الاسترخاء النفسي كثيرة، وبعضها بسيط ومتيسر، مثل الرياضة، الرياضة تؤدي إلى الاسترخاء الجسدي ومنها يحدث الاسترخاء النفسي. الهوايات الحركية المحببة للنفس، التي تبعدك عن التفكير في نفسك والانشغال بأعراض التوتر. صحبة الناس الذين ترتاح إليهم أيضا، وعدم الانفراد مع نفسك لفترة طويلة. وأخيرا: جلسات الاسترخاء المنتظمة، طبعا يفضل إذا كانت بواسطة معالج نفسي، وإلا فيمكنك تطبيقها في المنزل.

وهي كالآتي: اختر فترة من الوقت يوميا حرك فيها أعضاء وعضلات جسمك المختلفة، وأغمض عينيك، وتذكر أو ضع صورة شخص تحبه وتخيل أنك تنظر إليه، وفي نفس الوقت خذ نفسا عميقا لمدة ثلاثة إلى خمس مرات في كل مرة، تنفس بعمق، وأخرج النفس ببطء، وكرر هذا عدة مرات وأنت تتخيل الشخص الذي تحبه أنه أمامك تنظر إليه وينظر إليك، وتدريجيا يتم الاسترخاء ويزول التوتر، وعليك بتكرار هذا عدة مرات في اليوم لعدة أيام، حتى تختفي أعراض التوتر والقلق.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات