هل علاج الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري متحد؟

0 181

السؤال

السلام عليكم

لدي سؤال حول الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري حيث تغير مجرى حياتي كاملا، جربت العلاج السلوكي مع مختص ولم ينفع معي، وأنا على وعي تام بما يحصل معي من تغيرات لاإرادية، ارتباك، وقلق، وتعب، ونعاس، واكتئاب شديد، ليس له تفسير.

هل يجب أن ألجا إلى العلاج الدوائي, وما هي الأدوية الخاصة بالرهاب، وهل هذا الدواء له أعراض فيما بعد؟ وما علاقة السيرتونين بهذا المرض؟

جزاكم الله خيرا، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري شيئين مختلفين، الرهاب الاجتماعي يتمثل في حدوث أعراض قلق وتوتر وارتباك في مواقف اجتماعية معينة، مثل الخطابة أمام جمع من الناس، أو الأكل أمام جمع من الناس، أو حتى كتابة أو إمضاء شيك أمام جمع من الناس، وتؤدي إلى تجنب هذه المواقف لدرجة كبيرة لكي يرتاح الشخص.

أما الوسواس القهري فهو تكرار فكرة معينة، أو هاجس يتكرر على الشخص بصورة متوالية غصبا عنه، ولا يستطيع مقاومتها وردها، وتؤدي إلى إحداث نوع من القلق والتوتر، مما يضطر إلى الإتيان بأفعال معينة لتخفيف هذا القلق والتوتر.

وإن كان كل من الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري تحسب من اضطرابات القلق، ولكن أعراضهما مختلفة، والعلاج السلوكي لكل منهما مختلف عن الآخر، فإذا كان العلاج السلوكي للرهاب الاجتماعي في مجمله يكون بالمواجهة المتدرجة المنضبطة للمواقف التي يحدث منها الخوف، فالعلاج السلوكي للوسواس القهري يكون بمنع الاستجابة للوسواس، وهذا قد يفسر فشل أو عدم استجابتك للعلاج السلوكي؛ لأنه مختلف في كل من الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي.

أما الشيء الإيجابي هو أن هناك أدوية تفيد في الوسواس القهري، وفي الرهاب الاجتماعي، وهو ما يعرف بمشتقات الـ (SSRIS)، وهي مضادة للاكتئاب، ولكن تفيد في علاج الرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، وهي طبعا معظمها تعمل على زيادة مادة السيروتونين في الموصلات العصبية بالدمغ، وهذا يؤدي إلى تحسين الأعراض.

هذه الأدوية ليس لها أعراض جانبية تذكر، ولذلك لا تسبب الإدمان، ولكن في بداية العلاج قد تحدث نوعا من آلام المعدة البسيطة، أو الغثيان، ولذلك ننصح دائما باستعمالها بجرعة مخفضة في البداية، وأن يتم تناولها بعد الأكل، والشيء الآخر: معظمها لا يتم التوقف منها عند انتهاء الأعراض أو حدوث الشفاء فجأة، بل يتم خفضها بالتدريج؛ لأنها أحيانا تحدث أعراضا انسحابية بعد التوقف عنها، لذلك أنصحك بالتواصل مع طبيب نفسي لكتابة دواء لك، ومتابعته حتى تتحسن.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات