ابني يفتقر إلى تكوين الجمل، وقدرته على الفهم ضعيفة، فما تحليل ذلك؟

0 211

السؤال

السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل.

ابني عمره سنتين وثمانية أشهر، ووزنه 12 كيلو ونصف، كانت ولادته طبيعية ونموه طبيعيا، فقد ركض بعمر سنة وشهرين، ولكنه إلى الآن لم ينطق سوى بعض الكلمات القليلة، ولفترة قصيرة، ثم يتركها، بعضها مفهومة، وبعضها غير مفهومة، وكان يردد اسم والده، ويردد مقاطع قصيرة أثناء اللعب، ولا يفهم سوى أشياء قليلة، مثل: إحضار حذائه، عدم مص أصبعه، تشغيل الإضاءة، يستجيب عند المناداة، يحضر القنينة عندما يشعر بالعطش، لا ينادي أحدا، ولا يشير إلى شيء، يأكل بمفرده، ويرمي الأغراض من النافذة، يحب النظر إلى الكتب، يهتم بالكتابة أكثر من الصور.

دخل الروضة مدة شهرين قبل العطلة، يحب اللعب كثيرا مع الأطفال، وخاصة الركض ورمي الكرة، والتركيب.

أخذته إلى طبيب الأطفال، أخبرني أنه لا يعاني من التوحد، وطلب مني إبعاده عن التلفاز، والتحدث واللعب معه.

لكن موضوع الفهم هو ما يؤرقني، فهو لا يفهم شيئا مما أقول باستثناء ما ذكرته، بعكس تجربتي مع أخواته، فقد تأخرن في النطق، ولكن كانت كل واحدة تفهم كل ما أقول، وأخشى أن يكون ابني لديه تخلف عقلي، علما أن سمعه جيد.

أرجو منكم أن توضحوا لي هذه النقطة، وهل هناك فحوص يمكن إجراؤها للتأكد من حالته؟

أسال الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، ومع الوصف الجيد لهذا الطفل.

معك الحق بالقلق على طفلك حيث ذكرت صفات كثيرة، والكثير منها طبيعي وعادي كتأخر الكلام، فالكثير من الأطفال يعانون من هذا، إلا أنهم يتجاوزون هذا مع الوقت، وتأخر الكلام يمكن أن يكون أمرا طبيعيا في مثل هذا العمر، وقد لا يكون إلا لأسباب النشأة والنمو.

ومن الطبيعي أن تختلف سرعة النمو بين طفل وآخر، فلا نقلق لمجرد تأخر نمو بعض الجوانب عند الأطفال، إلا أن مجموع الصور التي ذكرت في سؤالك تجعلنا نفكر بأنه ربما نحن أمامنا طفل عنده شيء ما، ويحتاج للانتباه والمتابعة.

وأنصحك بأن لا تتأخري بما يلي:
أولا عرضه على طبيب أطفال، ليقوم بالفحص الشامل، وخاصة متابعة معالم ومراحل النمو الأساسية، النمو النفسي الحركي، والنمو الاجتماعي واللغوي، والجيد أنك عرضته على طبيب للكشف، عن احتمال الإصابة بالتوحد، حيث طمأنكم بأنه لا يعاني من التوحد، إلا أن هذا يجب أن يبقى في الذهن مع تقدم العمر.

ويمكن لطبيب الأطفال أن ينصح فيما إذا كانت هناك حاجة لعرض الطفل على طبيب مختص بالطب النفسي عند أطفال، طبعا التوحد هو أحد الاحتمالات التي تخطر في البال، إلا أن هناك حالات أخرى لها علاقة ببعض الاضطرابات الوراثية المتعلقة بالكروموزومات، وخاصة إن كان هناك قرابة بين الزوجين.

ويفيد أن تصحبي معك للطبيب الملاحظات التي سجلتها عن نمو الطفل وتطوره، وكذلك تقرير روضة الحضانة التي ذهب إليها.

حفظ الله طفلكم، وأقر به عيونكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات