معاناتي مع الاكتئاب مستمرة، ولم ينفعني دواء، فبماذا تنصحوني؟

0 214

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 27 سنة، أعاني من اكتئاب شديد، كنت أحب الحياة وفجأة أصبحت أكرهها، ولا أحس بطعمها.

تناولت البروزاك لمدة 6 شهور، وتوقفت عنه تدريجيا، وتحسنت لمدة 3 سنوات، ثم رجعت الحالة، بالإضافة إلى القولون العصبي، فوصف لي الطبيب سيبرالكس جرعة 10، فأخذته وتحسنت.

بعد سنة انتكست حالتي، ورجعت الحالة، ثم تحسنت لمدة سنتين، وبعدها عادت الحالة مصاحبة لاضطراب الأنية، حيث لا أستطيع أن أحس بالواقع، وأشعر أني سوف أموت، وأكره الحياة.

أخذت سيبرالكس للمرة الثالثة، ولم أستفد منه، ولا أعرف ماذا أفعل؟ سوف أجن وأصل إلى الانتحار، أرجوكم ساعدوني، كل وسائل العلاج لم تنفعني، لقد كرهت نفسي لدرجة لا توصف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء.

أنت تناولت مضادات الاكتئاب لفترة طويلة نسبيا، وفي مراحل مختلفة، والظاهر أن الفائدة وقتية، والآن أنت تعانين من الاكتئاب بالرغم من تناولك للسبرالكس للمرة الثالثة، ولم تحدث فائدة منه، والذي أزعجني هو قولك أنك وصلت لدرجة التفكير في الانتحار، هذا فكر مرفوض، هذا فكر حقير، هذا فكر لا يليق بك أبدا، المسلم والمسلمة والمؤمن والمؤمنة لا يفكرون في ذلك أبدا ولا يأتي على بالهم أبدا، لأنه بذلك يكون قد قنط من روح الله، ويئس من رحمة الله، وإذا أخذ حياته عنوة فإن مصيره إلى النار، وقد قال الله تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} وقال: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.

من وجهة نظري - أيتها الفاضلة الكريمة - الطريقة المثلى في حالتك هي أن تجلسي مع طبيبك النفسي مرة أخرى للتأكد من نوعية التشخيص، أي نوع من الاكتئاب هذا؟ هل هو اكتئاب بيولوجي؟ هل هو اكتئاب تفاعلي؟ هل هنالك احتمالية أن يوجد لديك شيء مما يعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؟ لأنه بالنسبة للذين يظهر لديهم الاكتئاب قبل سن الخمسة وعشرين عاما ربما يكون هنالك شيء من ثنائية القطبية، أنا لا أقول أن هذا ينطبق عليك مائة بالمائة، لكن يجب أن نعتبر ذلك، وفي حالة وجود أي شيء من ثنائية القطبية تكون مثبتات المزاج مثل الـ (دباكين) أو الـ (لامتروجين) هي الأدوية المثلى.

فإذا أنت محتاجة حقيقة للجلوس مع الطبيب، والأمر الآخر إذا كان الاكتئاب اكتئابا بيولوجيا واضحا ومباشرا، فهنا مضادات الاكتئاب ستكون جيدة ومفيدة، ودعي الطبيب يختار لك أحدها، وهذه المرة من الأفضل أن تنتقلي لدواء آخر، ليس البروزاك وليس السبرالكس، ربما تحتاجين لأدوية من فصيلة أخرى، ما دام لديك شيء من الفكر الانتحاري، دواء مثل الـ (سيمبالتا) أو مثل الـ (ريمارون) ربما يكون أفضل، أما إذا تأكد أن هنالك شيء من ثنائية القطب، فكما ذكرت لك مثبتات المزاج تعتبر آلية علاجية مهمة.

وأنت الحقيقة محتاجة أيضا أن تفعلي حياتك، أن تجعلي حياتك مفيدة لك ولغيرك:
- أن تعيشي حياة نفسية صحية راقية، هذا مهم.
- أن تدخلي الرياضة في حياتك، أن تحسني التواصل الاجتماعي.
- أن تكون لك أهداف ورؤى واضحة في الحياة وتسعي في تحقيق هذه الأهداف.
- أن تكوني إنسانة فعالة ومفيدة جدا لأسرتك.
- أن تكثري من الاطلاع والقراءة، من اكتساب المعرفة، هذا كله علاج وعلاج مهم جدا.
- الاهتمام بصحتك الغذائية.
- النوم الليلي المبكر مهم جدا.

- الحرص على الصلاة في وقتها، فالصلاة في وقتها أحب الأعمال إلى الله، كما جاء في الحديث حين سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله).

مثل هذه الإضافات، وهذا النمط الحياتي قطعا يقلل كثيرا من فرصة الاكتئاب، ويحسن المزاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات