السؤال
السلام عليكم..
أختي عمرها عشرون سنة، تعاني من مرض الصرع منذ الطفولة، وتتعاطى أدوية لذلك منذ ذلك الحين، ولكنها مرت بمراحل غريبة، صار وزنها كبيرا جدا في البداية بسبب الأدوية التي قال الدكاترة أنها فتحت شهيتها، ولكن منذ حوالي خمس سنوات نزل وزنها بشدة، وقل أكلها.
وأصيبت في العام الماضي بمرض الوسواس القهري الذي بدأ بتخيلات غريبة عن وجود شياطين تطلب منها أن تكفر بالله ـ عز وجل ـ، وتترك الصلاة، فعرضناها على عدة مشايخ، وجزموا أنها ليست مصابة بسحر، وإنما مرض نفسي قد يكون الوسواس.
عرضناها على دكاترة عدة، وشخصوا الحالة بأنها وسواس قهري، وهي تعالج دوريا، وتتعاطى أدوية خاصة بالوسواس الآن، وجلسات نفسية عند دكتور آخر نفسي، ولكن التحسن ليس كبيرا، مع أنها تخلصت من وسواس العقيدة، وصارت عندها الآن وساوس الوضوء، حتى إنها تتوضأ لصلاة الظهر، ويدخل وقت العصر وهي لم تنته من الوضوء، وتدخل لتستحم، فلا تخرج قبل خمس أو ست ساعات، وبلدنا باردة، ونخشى عليها الهلاك من البرد.
لم تتحسن الحالة كثيرا، مع أننا نهتم، ونعالجها، أرجوكم دلونا ما الحل لهذه الحالة، هل عندكم عناوين لدكاترة ناجحين في حل هذه المشكلة في أي مكان في العالم؟ نحن مستعدون لدفع الغالي والرخيص في سبيل شفاء أختنا، هل تنصحون بدواء معين، وطرق معينة لإقناعها؟
صارت لا تصلي إلا بإمامة أحد إخوتها، ولكنها أحيانا لا تقتنع؛ فتذهب للآخر، وتطلب منه إعادة صلاتها؛ لأن صلاتها باطلة، كما تقول، وصارت تشك في صيامها في شهر رمضان، وتعيده، مع أنها لم تفطر، لا تتوضأ إلا بإشراف أختها التي تقعنها بأن وضوءها صحيح، ولكنها تعيده، صار وزنها هزيلا جدا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمضان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يعرف عن مرض الصرع أنه يسبب الكثير من الأمراض النفسية والعقلية، ومن هذه الأمراض الأكثر شيوعا الوسواس القهري، والمخاوف، والاكتئاب النفسي، وعلة الظنان.
العلاج لمثل هذه الحالات يتمثل قطعا في علاج الصرع والتحكم فيه، ثم علاج الأمراض النفسية المصاحبة، وذلك عن طريق الأدوية النفسية الحديثة الفعالة، وجلسات العلاج السلوكي.
في الحقيقة -أيها الأخ الكريم- لا أرى أن هنالك مركزا في العالم يتميز عن مركز آخر في علاج هذه الحالات، فأي طبيب نفسي مؤهل وملتزم يستطيع أن يقدم مثل ما يقدم في أحسن المراكز العالمية، ومن هنا أفضل أن تتابع هذه الأخت مع أحد الأطباء النفسيين الموثوق بهم في منطقتكم.
أما بالنسبة لعلاج الوساوس القهرية، فهنالك العلاج السلوكي، والذي يقوم أصلا بمنع الشخص بالتدرج باتباع المسلك الوسواسي، وما ذكرته عن تغير في نوع ومحتوى الوساوس التي أصابت هذه الأخت، فهذا ليس بمستغرب؛ لأن ذلك من طبيعة الوساوس القهرية، حتى أني كثيرا ما أقول لبعض مرضاي أن الوسواس القهري هو مرض ذكي، ولابد أن تكون أنت أذكى منه .
أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فتوجد عدة أدوية تقاوم الآن الوسواس القهري، ومن أفضل هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم فافرين، وجرعة البداية هي 50 مليجرام ليلا، ترفع بمعدل 50 مليجرام كل أسبوعين، حتى تصل إلى 300 مليجرام في اليوم، توزع على 100 مليجرام في الصباح و200 مليجرام ليلا، أو 100 مليجرام كل ثمان ساعات، ويمكن الاستمرار على هذا الدواء لفترة طويلة بدون أي محاذير، فقط يفضل أن تؤخذ الحبوب بعد تناول الطعام، كما أنه يمكن أن يضاف له علاج آخر في حالة هذه الأخت، ويعرف هذا الدواء باسم رزبيريدون، والجرعة هي 1 مليجرام ليلا .
أما أدوية الصرع فهي متعددة وكثيرة، وسوف أترك ذلك للطبيب الذي يقوم بالإشراف عليها.
فيما يخص فقدانها الشديد للوزن، أرجو أن يتم فحص ذلك عن طريق فحص الدم، والتأكد من الهرمونات، وخاصة وظائف الغدة الدرقية.
أرجو أن لا تعامل هذه الأخت كمعاقة، وأن تتاح لها الفرصة في التواصل الاجتماعي وأعمال البيت، فذلك سوف يساعدها كثيرا في بناء شخصيتها، ويقلل من إعاقتها.
وبالله التوفيق.