السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج، وعندي 3 أطفال، وأعيش في ألمانيا منذ خمس سنوات، وبعد حصولي على الموافقة لأطفالي بسنتين أتى أطفالي، ونعيش الآن معا في ألمانيا، وبدأت أرى زوجتي متدينة كثيرا، وتحجبت، وأصبحت تعطيني معلومات دينية كثيرا، وترشدني إلى طريق الصحيح، وطريق الإيمان والحلال!
وفي يوم من الأيام فاجأتتني زوجتي باعترافها لي بخيانتها لي في الماضي! وقالت بأنها ليست مرتاحة في حياتها، وندمانة كثيرا، وأنها مستعدة لأي عقوبة أوجهها إليها!
وأنا الآن في البيت لا أستطيع أن آكل! ولا أتكلم؛ فإنني في صدمة قوية! الآن لا أعرف ماذا أفعل! أأقتلها، أم أطلقها وأحرمها من أطفالها، أم أقتل نفسي؟ أرجوكم أرجوكم! أجيبوني بأسرع وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أسأل الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل، ونرحب بك على موقعك هذا، ونتمنى أن تدوم الصلة في الله تعالى.
أخي، قرأت استشارتك، ووقفت على ما فيها جيدا، وتعجبت كثيرا لما ورد منك ولما تنوي أن تفعله؛ لأنه مفهوم يختلف تماما عما ورد في ديننا الحنيف.
أخي، إننا بشر نعيش على وجه هذه الأرض، وقد أراد الله تعالى لنا أن نخلق من طين، وكتب علينا الخطأ والصواب، بل يقول صلى الله عليه وسلم: (لولا أنكم قوم مذنبون توابون لذهب الله بكم وأتى بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم).
أخي، أنسيت أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون؟! كيف تفوت عليك هذه المعاني؟ أتريدها أن تخرج من بشريتها وتكون ملكا معصوما؟!
أتدري أخي أن الإنسان إذا أذنب وتاب صار في حالة أفضل مما كان عليها قبل الذنب؟ هل تعلم أخي أن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين؟ فمن أي شيء تتوب إن لم تذنب؟ وهل الله تعالى يحب كل إنسان؟ كلا، لولا أن مقام التائب عظيم عند الله تعالى لما أحبه الله.
ألم يعص سيدنا آدم ربه؟ فهل طرده الله من رحمته، حاشا وكلا، فهو نبي مقرب عند الله تعالى.
أخي، إنني أرى أن هذه الزوجة صالحة، ولولا صلاحها لما صارحتك بما حصل منها، ويجب عليك الآن وفور وصول هذه الرسالة أن تبادرها بالآتي:
1- أن تشكرها، وتقدم لها هدية على توبتها وصراحتها لك، وأكرر أن تقدم لها هدية؛ لأنك أخي لست أحسن من الله، فالله تعالى يقدم أعظم هدية لمن يذنب ويتوب، وهي المغفرة والتوجه والحب والقرب، أفلا تقدم الهدية أنت؟
2- عليك أن تفهمها أنها بشر وليس هناك بشر معصوم من الخطأ إلا الرسل والأنبياء، وأن الله يقبل التوبة، ولو تكرر الذنب في كل يوم، بادر بذلك؛ حتى لا تصاب هي بعقدة ذنب، فتتصرف تصرفا يعود بالندم، لا سيما وهي في هذه الدرجة من التدين.
3- ذكر نفسك وذكرها أن الله تعالى سمى نفسه التواب والغفور والغفار، فعلى من يتوب، ولمن يغفر إذا كنا جميعا لا نذنب ولا نخطئ؟ هذا سؤال مهم.
4- عليك أنت أن ترجع لربك، فما كنت تنوي فعله هو ذنب أعظم بكثير من ذنبها، أتقتل إنسانا يحبه الله ويقربه إليه؟ أم تقتل نفسك ويكون جزاؤك جنهم وبئس المصير؟ أم ترتكب أبغض الحلال إلى الله وهو الطلاق؟ عليك أن تتوب وترجع إلى الله وتستغفره، وأن تعض بأنيابك وبيدك على هذه الزوجة الصالحة.
وفقك الله لما فيه الخير والرضا، وكتب لكما السعادة أبدا، اللهم آمين.
وبالله التوفيق.