السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه في الموقع.
أنا بعمر 43 سنة، متزوج وعندي أولاد -والحمد لله-، أعاني من إحباط شديد وحزن واكتئاب، وأعاني من هذه الحالة منذ الطفولة، مع سوء المزاج، وعدم تقبلي اجتماعيا، لكن بالرغم من ذلك معروف بشدة الذكاء والتفوق الدراسي.
زادت حدة المشاعر السلبية مع المراهقة، وقلت معها الدافعية، وقل تفوقي واجتهادي الدراسي، لكن أكلمت تعليمي -الحمد لله-، لكن ليس على المستوى الذي كان مأمولا مني.
ما زالت المشاعر السلبية، ومزاجي السيئ، يعيقني من التقدم في حياتي، عندي أهداف كثيرة، لكن أشعر بالإحباط والعجز وسوء المزاج، فبماذا تنصحوني؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: بعض الناس يكونون متفوقين جدا في المراحل الدراسية – خاصة في سنين الدراسة الأولى –، ولكن لأسباب عدة لا يستمر هذا التفوق في المراحل المتقدمة من الجامعة وغيرها، والعكس هو الصحيح، فبعض الناس يتعثرون بدرجة ما في الدراسة في المراحل الأولى، ولكن عندما تأتي الجامعة يتبدل حالهم ويتفوقون، وهذا من سنن الحياة، وهذا له تفسير، وهو أنهم يشعرون بالمسؤولية ويهتمون بالدراسة، ويعلمون أنها مرحلة أخيرة تنقلهم إلى مستقبل مشرق، وحينها يجتهدون ويثابرون وينجزون فينجحون.
الحمد لله الآن استطعت أن تتزوج وتكون أسرة، والمشاكل التي مرت عليك في الطفولة – كما ذكرت – من سوء المزاج والإحباطات قد تكون أثرت على أنك لم تنجز -خاصة أكاديميا- ما كان متوقعا منك، ولكن يجب عليك ألا تستسلم لهذه المشاعر السلبية والمحبطة، فقد أنجزت في جوانب أخرى، وما زال في العمر بقية، وما زال الطريق مفتوحا أمامك لتطور نفسك حتى مهنيا، أو من خلال دراسات عليا، وتتقدم في مهنتك الجديدة، والحمد لله أنجزت أشياء كبيرة بتكوين أسرة وإنجاب أطفال، وهذا أيضا من الأشياء التي يتطلع إليها معظم الناس.
أرجو أن تحدد أهدافا واقعية الآن لنفسك، وتطوير قدراتك، ولا تستسلم للأفكار السلبية، ولا تفكر في الماضي، الماضي قد انتهى، ونأخذ منه الدروس والعبر، حدد أولويات واقعية يمكن تحقيقها، ومن خلال ذلك تزيد الثقة في النفس وتتقدم إلى الأمام -بإذن الله-.
وفقك الله وسدد خطاك.