السؤال
الأخ الدكتور: محمد عبد العليم .. حفظك الله.
كلي ثقة فيك وأشكرك جزيلا لمنحي جزءأ من وقتك باطلاعك على استشاراتي السابقة -يا دكتور- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء)، فجزاك الله خيرا، وأحسن الله إليك وجعلها الله في ميزان حسناتك.
بخصوص الاستشارة رقم 2317305، حيث قلت لتحسين المزاج سيكون من الأفضل لك تناول مثبتات المزاج، عقار (إرببرازول) سيكون دواء جيدا، ولطيفا بالنسبة لك، ويضاف إليه عقار (لامتروجين)، والذي يعرف تجاريا باسم (لامكتال)، هذه الأدوية يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر، لكني أقترحها لك كرزمة علاجية مفيدة جدا بالنسبة لك فيما يتعلق بالإرببرزول واللامكتال: لا تسبب السمنة، وليس له تأثير جنسي سلبي.
عليه وحيث لا يوجد طبيب نفسي في المدينة التي أسكن فيها وحتى في بنغازي هناك صعوبة للتواصل مع طبيب معروف بسبب الازدحام عليه؛ مما يجعل هناك صعوبة في التواصل مع طبيب استشاري أو أخصائي نفسي، رغم أنه لو تواصلت مع طبيب نفسي سأتحصل على الدواء مجانا إلا أن متابعتك والأخذ برأيك أفضل لدي نظرا لثقتي في ديانتكم وعلمكم وخبرتكم -ما شاء الله تبارك الرحمن- عليه قررت أن أتناول العلاج الموصوف من حضرتك والاقتصار عليه.
أرجو أن توضح لي الجرعات المناسبة والمدة والوقت ليلا أو نهارا، والمتابعة مع حضرتك تكفي، ولا أرى حاجة لزيارة طبيب نفسي، وكما يقال " لا يفتى ومالك في المدينة ".. وأشكرك وأسأل الله أن يجمعنا مع من نحب في جنات الخلد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بن عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك – أخي الكريم – وأقول لك: جزاك الله خيرا، وأسأل الله تعالى لك ولنا ولجميع المسلمين الحسنى وزيادة، وألا يرهق وجوهنا ووجوهكم قتر ولا ذلة، وأحسن الله إليك كما أحسنت في كلماتك الطيبة والمحفزة جدا.
مقابلة الطبيب دائما لها ميزاتها الإيجابية؛ لأن الحوار فيها أخذ وعطاء في الكلام، ومناقشة فيما يقال، ومقابلة الطبيب دائما تمكن من أن يتخذ المعالج والمعالج القرارات سويا، لكن – أخي الكريم – ليس هنالك ما يمنع أبدا أن نصف لك الدواء، فالأمر واضح، وأنت -إن شاء الله تعالى- على درجة عالية من الإدراك والرشد الذي يجعلنا مطمئنين أنك لن تسيء استخدام الأدوية.
الـ (إرببرازول) – أخي – تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – أي: 7.5 مليجرام – وهو يتواجد دائما في عبوة 15 مليجرام، وفي بعض الدول قد يوجد في شكل 5 و10 مليجرام، فتبدأ بالجرعة الصغيرة، 7.5 مليجرام إذا كانت الحبة تحتوي على 15 مليجرام، أو خمسة مليجرام إذا كانت الحبة تحتوي على خمسة مليجرام فقط، هذه الجرعة البداية، تأخذها يوميا في الصباح لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ترفعها إلى حبة واحدة (15 مليجرام) يوميا، وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك، والتي أرى أنك يجب أن تستمر عليها لمدة عامين على الأقل.
الإرببرازول – أخي الكريم – دواء نقي ودواء سليم ودواء فاعل، وليس له آثار جانبية كما ذكرت لك سلفا، هناك أثر جانبي واحد قد يسببه، وهو ما يسمى بالتململ الحركي، هذا يحدث في حوالي 20 إلى 30% من الناس، وإذا حدث هذا الأثر الجانبي يكون علاجه عن طريق تناول عقار (إندرال)، والذي يعرف علميا باسم (بروبرالانول)، والجرعة هي عشرة مليجرام صباحا ومساء، الإندرال لا يسمح بتناوله بالنسبة للذين يعانون من الربو.
أما بالنسبة للـ (لامكتال) أو (لامتروجين) دائما نبدأ بجرعات صغيرة، ونرفعها تدريجيا، الجرعة الأولى هي خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة أسبوع، بعد ذلك تجعلها خمسة وعشرين مليجراما صباحا ومساء لمدة أسبوعين.
هنا – أخي – لا بد أن أنبه أن هنالك أثرا جانبيا واحدا يجب أن نركز عليه كثيرا، وهو ظهور طفح أو حساسية جلدية، إذا ظهر هذا يجب أن تتوقف عن اللامكتال مباشرة، هذا الأثر الجانبي نادر الحدوث، لكن إذا حدث يمنع تماما تناول هذا الدواء.
بعد أن تصل لجرعة خمسة وعشرين مليجراما صباحا ومساء وتتناولها للمدة المطلوبة اجعلها بعد ذلك خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم يمكن أن ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراما صباحا ومائة مليجرام ليلا، وأعتقد أنها سوف تكون جرعة علاجية كافية بالنسبة لك، استمر عليها لمدة شهر أو شهرين، إذا كان هنالك تحسن واضح فهذه هي جرعتك، وإذا لم تتحسن بصورة جيدة اجعلها مائة مليجرام صباحا ومائة مليجرام مساء، وعلى الأقل تحتاج للدواء بهذه الجرعة الأخيرة لمدة عامين.
أخي الكريم: بصفة عامة أريدك أن تقوم بإجراء أي فحوصات طبية أساسية، كالتأكد من مستوى الكولسترول، ومستوى السكر، والدهنيات، ووظائف الكلى، ووظائف الكبد، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12)، هذه فحوصات أساسية روتينية، وإذا كان الإنسان يتناول أي دواء فسيكون من المستحسن أن يقوم بإجراء هذه الفحوصات.
أخي الكريم: لا تنس التوجهات السلوكية الإيجابية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وجزاك الله خيرا، وبارك الله فيك.