أعاني من الرهاب الاجتماعي منذ كنت طفلاً!

0 122

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 24 سنة، وأعاني من الرهاب الاجتماعي منذ كنت طفلا، بدأت رحلة التعرف على حالتي وبداية علاجها سنة 2011 عندما ذهبت لأحد الأطباء ووصف لي سيروكسات لمدة 6 أشهر، مع اندرال وزولام، ولاحظت حدوث تحسن بسيط جدا أثناء فترة العلاج، تلاشى بعد فترة وعادت حالتي كما كانت.

وفي 2014 ذهبت إلى طبيب آخر فوصف لي سيبراليكس واميبريد لمدة 4 أشهر، وشعرت بتحسن بعض الشيء، ولكن الأعراض عادت إلي مرة أخرى بعد فترة بسبب بعض المواقف الاجتماعية الصعبة، والتي يكون فيها في الغالب شد وجذب وتوتر، ومنذ حوالي 3 أشهر من اليوم ذهبت إلى طبيب آخر، فكتب لي سيروكسات ولسترال، وأشعر بتحسن لم أشعره طوال حياتي، ورغم ظهور الأعراض معي في مناسبات قليلة جدا في الـ 3 أشهر الأخيرة، إلا أنني أشعر بثقة في نفسي أكثر من أي وقت مضى، خاصة أني بدأت في مواجهة المواقف التي أخشاها.

الآن وبسبب بعض الظروف الطارئة أنا غير قادر على المتابعة مع الطبيب الذي بدأت معه منذ 3 أشهر، ولذلك أرغب في استشارة حضراتكم.

بالنسبة لتشخيص حالتي أشعر أنني نفسيا لا يوجد لدي أي شيء يعيبني سوى بعض الذكريات السلبية المحفورة في عقلي الباطن التي دائما ما تحرك عقلي تلقائيا في المواقف الجديدة المشابهة لمواقف سلبية ماضية، وتتسبب في ظهور نفس الأعراض التي ظهرت سابقا.

في النهاية أرجو مساعدتي ووضعي في الطريق الصحيح حتى أواصل الرحلة التي أراها ناجحة بإذن الله في التخلص من هذا الرهاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: كما تعلم أن الرهاب الاجتماعي وهو التلعثم والارتباك في المواقف الاجتماعية –أي التحدث أمام الناس، أو الأكل أمام جمع من الناس– يحدث ارتباكا عند الشخص، ويؤدي إلى أن يتفادى الشخص هذه المواقف، وعلاجه – يا أخي الكريم – يكون عادة بالأدوية، والعلاج السلوكي المعرفي، ومعظم الأدوية التي قد تفيد في علاج الرهاب الاجتماعي هي مجموعة الـ (SSRIS) التي تزيد من تركيز مادة السيروتونين في الدماغ، -والحمد لله- أنك الآن تحسنت، وكما ذكرت بدأت رحلة العلاج الناجحة.

الزيروكسات واللسترال من نفس مجموعة الـ (SSRIS)، والآن بدأت أنت في المواجهة، وهذا نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذاتي، وطبعا – كما ذكرت – فعند حدوث مواقف حصل فيها ارتباك في السابق تأتي الأفكار السالبة، ولكن بمواصلة المواجهة والنجاح في تخطي هذا الارتباك والتغلب عليه، الآن تكون عندك حصيلة من المواقف الناجحة -إن شاء الله-، والآن العكس يحصل، عندما يحصل موقف مشابه نجحت فيه من قبل فهذا يزيد ثقتك في نفسك، وتتلاشى الذكريات السلبية عن المواقف المشابهة في الماضي.

إذا ما عليك إلا مواصلة المواجهة – يا أخي الكريم – وعدم الالتفات إلى الوراء، -وإن شاء الله- كلما تزداد المواجهات يحصل النجاح وتحصل الثقة وتزداد الأفكار الإيجابية.

الشيء الآخر: طبعا عليك الاستمرار في تناول الأدوية لفترة من الوقت، لا تقل عن ستة أشهر، ومن ثم ترك الأدوية كل دواء على حدة، تبدأ بدواء واحد في الأول، وتخفيض الجرعة بصورة تدريجية، أي تخفض ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتوقف هذا الدواء تماما، وبعدها تستمر على الدواء الآخر لفترة، وتبدأ في تخفيضه أيضا تدريجيا.

كل هذا بعد زوال كل تلك الأعراض، والتخلص من هذه المواقف السلبية نهائيا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات