أمي دائمة التردد في الخطبة لي بعد انفصال أخي عن زوجته، فما الحل؟

0 221

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

تحية طيبة وبعد:

أسأل الله أن يثيبكم على ما تقدموه، ويحسن لكم اﻷجر.

أستشيركم في حالة والدتي النفسية، فقد بدأت أنا وإخوتي ملاحظة التردد والتخوف من كل ما هو جديد على والدتي، وذلك عند مثلا تغيير أثاث المنزل مثل كنب المجلس أو المطبخ، فعندما ترى موديلا جديدا وتقتنع به ونقوم بتفصيله ودفع قيمته وتركيبه، وبعد ذلك بيوم أو يومين تبدأ هي بإظهار السلبيات، وأننا دفعنا في شيء لا يستحق وتطالبنا باسترجاع قيمته، وأنه غير مناسب.

وتطور اﻷمر في موضوع زواجي حيث إنها تذهب للمناسبات كل ليلة، وعندما ترى فتاة مناسبة تذهب إلى أمها وتأخذ رقم جوالها وتتواصل معها لزيارتها في المنزل، وتذهب على موعد، وتقابل الفتاة وأمها في المنزل وتقتنع بها، وتأخذ منهم موعدا للنظرة الشرعية، وبعد أن تعطيني الموعد تقوم بالبحث مرة أخرى عن فتاة أخرى، لدرجة أنني قد قمت بالنظرة الشرعية لفتاة واتفقت مع والدي ووالد الفتاة على كل شيء من تكاليف الزواج، وأتفاجأ في اليوم التالي من والدتي أن الفتاة غير مناسبة بحكم اختلاف الجنسية.

أبديت لها رغبتي في البنت وعدم اهتمامي لهذه المشكلة، ولكنها ألحت وقد بينت لها أنه لا يسبب لي مشكلة نهائيا، ولن يكون هناك مشكلة لدى البنت، وقمت بسؤالها هل أنت راضية عن هذا الزواج، فكان ردها بالرفض! فقمت بالاتصال على والد الفتاة واعتذرت له عن إكمال الزواج، ولكنه أصر على معرفة السبب، فأقنعته بأن السبب مني وليس منهم، وتقبل مني هذا الاعتذار، وإلى الآن وبعد ثلاث سنوات الوالدة -الله يحفظها- لم تجد الفتاة المناسبة، وأنا متيقن أن البلد فيه بنات كثر ينتظرون الستر، وأنا ليس لي شروط محددة في أي فتاة أريد الارتباط بها، غير أن تكون وأهلها ملتزمين ويخافون الله.

الوالد اقترح أن أتزوج بابنة عمي، ولكن المشكلة أنها حامل أنيميا، وكذلك أنا، والوالد لا يرى مشكلة في ذلك، وأنا أرفض هذا الشيء يا دكتور، لا يهمني وضعي كثيرا، ولكن يهمني وضع والدتي، فهي الآن أصبحت لا تنام ولا تأكل، وكل تفكيرها هو موضوع زواجي، وقد فكرت بأكثر من حل، وهو إرسال أي شخص من أقاربنا لمساعدتها، ولكن يبدؤون بالبحث معها فترة ثم يعتذرون بحكم أن والدتي مترددة كثيرا ولا تثبت على رأي واحد، ورأيت أن أصرف نظرا عن موضوع الزواج إلى أن يفرجها الله، ولكن وجدت أن الوالدة تسوء حالتها كثيرا، وتقول إنها السبب في ذلك وتلوم نفسها كثيرا، وهذا يؤثر سلبا على نفسيتها.

الوالد عندما رأى الموضوع زاد عن حده، فضل عدم التدخل في الموضوع نهائيا، والوالدة تبحث ولا تستطيع أن تثبت على رأي أبدا، وهذا كله بسبب تجربة لها سابقة، فقد اختارت زوجة لأخي ولم يكمل سنة واحدة حتى بدأت المشاكل بينه وبين زوجته، ووصلت للمحاكم، وانتهت بالطلاق، وبينهما ولد! أخي لا يستطيع أن يراه إلا مرة واحدة في الشهر، فهذا هو سبب ما هي فيه، وكلي رجاء بعد الله سبحانه وتعالى أن تساعدوني، وأن يجزيكم الله عني وعن والدتي خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا بشأن والدتك، عافاها الله وكتب لها الصحة والعافية.
كنت أتمنى لو ذكرت لنا عمر الوالدة، حفظها الله.

يمكن أن يصاب الإنسان بالشئ الذي وصفته في رسالتك من كثرة التردد، والشك في صحة قراراته التي اتخذها، فتراه يعيد النظر في كل شيء، مما يسبب هذا الكثير من المشكلات والإحراج الأسري والاجتماعي، وكما هي الحال معكم.

ويمكن أن نرد هذا إما لحالة من الاكتئاب النفسي، وخاصة مع ما ذكرت من أنها تلوم نفسها على كل هذه الصعوبات، وربما لو دققنا لوجدنا أيضا تراجعا في شهيتها للطعام، وربما اضطراب نومها ونقص وزنها... وهذه كلها من أعراض الاكتئاب النفسي.

والاحتمال الآخر، قد يكون حالة من الوسواس القهري، حيث يشكك الشخص في قراراتها ووجهات نظرة، فنراه لا يثبت على حال، مما يسبب لهذا الشخص وأسرته الكثير من الصعوبات النفسية.

والذي أنصح به هو عرض الوالدة حفظها الله على طبيب عام، وليس بالضرورة طبيب نفسي، ليقوم بالفحص العام، وربما بعض فحوصات الدم للاطمئنان عن صحتها العامة، ويمكنك أن تخبر الطبيب أن يقيم حالتها النفسية وفيما إذا كانت تعاني من الاكتئاب أو غيره. ولا شك أن الطبيب سينصح بالخطوة التالية المطلوبة.

على فكرة أنا معك في أن الأفضل عدم الزواج بابنة العم طالما أن كليكما حامل لفقر الدم المنجلي، والذي هو منتشر في بعض مناطق السعودية بسبب كثرة الزواج بين الأقارب.

وفقكم الله، وكتب الصحة والعافية للوالدة، ورزقك الزوجة الصالحة، وعلى فكرة أرجو أن تسير في موضوع زواجك، فقد يطول علاج حالة الأم، ويمكن الاستعانة هنا ببعض قريباتك من العمات أو الخالات في موضوع الخطبة، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات