السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على هذا الموقع الرائع والمفيد، حيث أنه يساعدني عند كل مشكلة أعانيها، سأطرح مشكلتي لكم:
أنا سيدة متزوجة منذ سنتين، وقبل الزواج لم أغضب ربي، ولم أقم بأي علاقة مشبوهة، تزوجت من رجل متدين وعلى خلق عال -بفضل الله-، وبعد الزواج بثلاثة أشهر حملت، وظهرت لي في أشهر الحمل الأولى عدة ثآليل في المنطقة التناسلية، وبحسب تشخيص الطبيبة أن الثآليل منتشرة على الشفرين الصغيرين من الداخل، وكانت بحجم صغير، وتمت إزالتها بالكي.
بعد عامين من إزالتها، ظهرت أسفل فتحة المهبل حبتين، حاولت مشاهدة الحبتين ولم أستطع رؤية فتحة البول، فبعد ولادتي صرت لا أتمكن من مشاهدتها بوضوح، ولكنني وجدت عدة لحميات في تلك المنطقة، وخائفة من أن تكون ثآليل جديدة.
لم أذهب إلى طبيبتي لعدة ظروف، ومنها خوفي الشديد من التشخيص والكي، سؤالي هو: هل يمكن عودة الثآليل من جديد بعد عامين، خاصة وأن زوجي لا يعاني أي أعراض؟
هل يمكن أن تنتقل الثآليل بغير الجنس؟ فقد أقسم زوجي بأنه عفيف، ورجح السبب بأنه استخدم أغراضا شخصية ليست له في المسبح وفي صالة الرياضة، وهل استعمال دواء ايزوبرينوزين والذي يستخدم لتقوية المناعة مفيد في القضاء على الفايروس؟ وما هو أفضل مرهم موضعي لإزالتها؟ سوف أذهب إلى الطبيبة حينما تسمح لي الظروف، آسفة على الإطالة، ولكن إجابتكم جدا مهمة لي.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كاميلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
إن العدوى بالثآليل التناسلية تتم بشكل أساسي عن طريق الاتصال الجنسي مع شخص مصاب بهذا الفيروس, ومن الممكن أيضا أن تحدث عن طريق الاحتكاك بين جلد الشخص المصاب وجلد الشخص السليم, لكن هذا في حالات قليلة، ويتطلب عادة أن يكون الاحتكاك قويا ومتكررا.
إن الدراسات لم تبين لغاية الآن بأن عدوى هذا الفيروس ممكنة عن طريق الملابس، أو الأدوات، أو المسابح، أو غير ذلك....؛ والسبب هو أن هذا الفيروس يتلف بسرعة عند ملامسته لمثل هذه الأشياء, ورغم أن العلماء يجهلون المدة التي يبقى فيها الفيروس حيا على الملابس والأدوات, إلا أنهم متأكدون بأنه يتلف بسرعة، ولا يبقى قادرا على الانتقال.
والمصاب بهذا الفيروس سواء كان رجلا أم امرأة قد يبقى حاملا للمرض لعدة سنوات, وقد لا تظهر عليه أي أعراض, ثم فجأة قد تظهر الثآليل مرة أخرى, لذلك يصعب تحديد متى حدثت الإصابة عند الشخص, ومشكلة هذا المرض هو أن الفيروس يبقى كامنا في الخلايا حتى بعد العلاج, لذلك فإنه قد يعود وينشط ثانية، وهذا ما حدث عندك للأسف، ولا يوجد طريقة لتخليص الجسم منه كليا.
بغض النظر -يا ابنتي- إن كانت شكوكك في مكانها أم لا, فأنني أنصحك بعدم جعل الموضوع يؤثر على حياتك الزوجية, فزوجك الآن هو أب طفلتك الجميلة, وهو متدين وخلوق بشهادتك أنت, ولا شك بأنه نادم على ما مضى, فساعديه على المضي في طريق التوبة, وكوني له مثلا وقدوة في الصفح والتفهم, فبهذا سيكون ربحك مضاعفا -إن شاء الله تعالى-، ويكون ذلك: مرة بالحفاظ على بيتك وزوجك الذي سيزداد حبا وتقديرا لك, ومرة ثانية بالستر عليه وإعانته على المضي قدما في حياته في الطريق الصحيح، وبذلك تنالين رضى لله عز وجل.
بالنسبة لدواء (الايزوبرينوزين), فهو مضاد للفيروسات يفيد في تحسين مناعة الجسم، وفي إضعاف تكاثر الفيروس, لكنه لا يضمن الشفاء, فكما سبق وذكرت لا يوجد لغاية الآن علاج يمكنه تخليص الجسم من هذا الفيروس كليا, لكن يجدر القول بأنه في بعض الحالات قد يتمكن الجسم من التخلص من الفيروس من تلقاء نفسه، حتى من دون العلاج.
أسأل الله عز وجل أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.