السؤال
السلام عليكم
حدث معي موقف أخافني قبل أشهر، وذهبت إلى الطبيب النفسي، فقلت له أشعر بالتعاسة، ولكني تحسنت عن قبل، فلم يصرف لي العلاج، وبعد ثلاث جلسات صرف لي بركستيتن حبة يوميا وتريانيل حبة يوميا، وبعد ثلاثة أيام من العلاج ساءت حالتي، وأصبحت أتعرق وفقدت شهيتي، وأصابني أرق، ومزاج سيء، وتركت العمل، وانهدمت طموحاتي، فذهب أهلي إلى الدكتور وأوقف العلاج، وقالوا لم تكن سيئا قبل العلاج، وأنا الآن شديد التعرق، ولا يوجد لي رغبة بأي شيء، وفاقد للتركيز.
علما أني كنت قبل العلاج اجتماعيا، وأشتغل وأموري جيدة فقط، كان هناك صداع، وقليل من الحزن، هل سأبقى منتكسا؟ وهل يمكن أن أعالج نفسي من غير علاج؟
علما أني مرات أحس أن عقلي يكون صافيا، وأحكي ما كان، ومرات أحس بشدة الاكتئاب حتى أني أتمنى البكاء، لم أكن هكذا قبل العلاج، أوقفت العلاج بعد خمسة أيام.
علما أني أريد أن أسافر بعد أيام، ماذا أفعل الآن؟ أريد أن أعود لمرحلة ما قبل العلاج على الأقل، كنت قادرا أن أشتغل، لم يكن هناك تعرق، لم يكن هناك أرق.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أدري لماذا لم يصرف لك الطبيب الدواء في الأول، وصرف لك الدواء بعد ثلاث جلسات، هل ذكرت في هذه الجلسات أشياء لم تذكرها في هذه الاستشارة، وعليه قرر الطبيب إعطاءك العلاج أم لا؟ لأنك لم تعطنا معلومات كافية عن الموقف الذي تعرضت له، وعن شعور التعاسة، وعن مدى وجود أعراض أخرى أم لا.
على أي حال: يستطيع الشخص أن يستنتج أنه بعد إعطاءك دواء الـ (بركستيتن)، وهذا اسم تجاري، والاسم العلمي هو (باروكستين) وهو من أدوية أو مجموعة الـ (SSRIS)، والـ (تريانيل) واسمه العلمي (كلوميبرامين Clomipramine) وهو من مجموعة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، خاصة هذا الدواء بعض الناس تكون لهم ردة فعل عنيفة من آثاره الجانبية من أول حبة، إذ أنه قد يؤدي إلى صداع ودوخة وجفاف في الحلق، والباروكتسين من آثاره الجانبية الشائعة: غثيان وألم في المعدة.
فواضح أن ما شعرت به جزء مما شعرت به من بعض الأدوية هي الأعراض الجانبية لهذه الأدوية، ولكن جزء آخر هو: مزيج من الخوف والقلق والتوتر، وعليه فكونك أوقفت الدواء -إن شاء الله- ستختفي الأعراض أو الآثار الجانبية لهذه الأدوية، وطبعا المشكلة الأصلية ما زالت موجودة، وهو الإحساس بالتعاسة والخوف، وأحيانا الآثار الجانبية عند بعض الناس تحدث نوعا من خوف وقلق آخر، ولا يكون أثرا جانبيا، ولكن ازدياد الأعراض أو ظهور أعراض جديدة ليس لها علاقة بتعاطي الدواء نفسه.
على أي حال: الآثار الجانبية بعد التوقف عن العلاج ستختفي، وسوف تعود طبيعيا، ولكن الأعراض التي كانت موجودة لا بد لها من علاج حتى تعود طبيعيا مرة أخرى، وقد ذكرت أنه قد تكون هذه أعراض جديدة لها علاقة بالمرض، فيجب عليك الاستمرار في العلاج - يا أخي الكريم - خاصة العلاج بالجلسات؛ لأنه واضح أنه قد تكون هي أفيد لك، أو طبيعة شخصيتك قد تكون أكثر استجابة للعلاج النفسي من العلاج الدوائي.
ولا أعرف السفرية هذه هل ستجلس فيها فترة طويلة، أم سترجع مرة أخرى إلى البلد الذي أنت فيه؟ وإذا كنت ستجلس فترة طويلة فعليك بالتواصل مع معالج نفسي آخر، أما إذا كنت ستعود فلا غضاضة من مواصلة العلاج بعد عودتك -إن شاء الله-، وليس هناك أعراض شديدة تمنعك من السفر.
وفقك الله وسدد خطاك.