السؤال
السلام عليكم.
كنت مترددة منذ وقت طويل أن أكتب لكم معاناتي، فأنا أعاني من الخوف من الموت، وهذه الحالة تأتي وتذهب، وأخاف أن أموت وأنا بهذه الحالة وهذه الغفلة.
وقد قرأت أن فلانا قد مات بسكتة أو أزمة قلبية، وأشعر بأعراضها تأتي إلي، وينتابني الهلع والخوف.
كما أني أصلي وأصوم -والله الحمد-، ومحافظة على صلاة الوتر، لكن لدي مشكلة تأخير بعض الصلوات بدون قصد بسب النوم أو أمور الدنيا، فكيف أعالج هذه المشكلة بدون أدوية؟ وكيف أبعد الوسواس نهائيا؟
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Meemo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وسواس الموت، أو -أكثر دقة- رهاب الموت، لأن رهاب الموت هو الخوف، وهو الخوف من شيء ما وحدوث قلق وارتباك عند التعرض لهذ الشيء، ومحاولة تجنبه، ولكن طبعا في مشكلة رهاب الموت أنك لا تتعرضي للموت، ولكن ينتابك الخوف عند ذكره، وطبعا في الرهابات العادية يقوم الشخص بتجنب الشيء الذي يؤدي إلى الرهاب، وهنا يشعر بالراحة، ولكن طبعا أي إنسان يدرك أن الموت غير معروف متى يأتي؟ وكيف يأتي؟ ولذلك الشخص لا يستطيع تجنبه، ولذلك يعاني من أعراض القلق باستمرار.
مرضى الرهاب الآخر عندما يتجنبون يرتاحون ويذهب عنهم القلق، ولكن في حالة رهاب الموت ووسواس الموت يكون القلق مستمرا.
ولذلك أهم شيء في علاج رهاب الموت هو: الاسترخاء، والتعامل مع القلق والخوف الذي عادة يكون مستمرا عن طريق الاسترخاء، وواحدة من طرق الاسترخاء هي محاولة التفكير في شيء آخر، لأن التفكير في الموت باستمرار يؤدي إلى الخوف والقلق، ولا تستطيع أن تطرده بإرادتك، فعليك التفكير في شيء آخر، ويمكن أن يتم هذا من خلال عدة جلسات في اليوم، أغمضي عينيك لفترة خمس إلى عشر دقائق، وخذي نفسا عميقا متكررا (خمس أو ست مرات)، وأخرجي هذا النفس بعمق أيضا، تنفسي بعمق، وأخرجي الهواء بعمق عدة مرات، وأيضا وأنت مغمضة عينيك تذكري أنك تتكلمي مع شخص تحبينه وترتاحي له، واستمري في هذا التصور وأخذ النفس العميق وإخراجه وغمض العينين لفترة لا تقل عن عشر دقائق، ويمكن تكرار هذا التمرين عدة مرات في اليوم الواحد، وبهذا يتم الاسترخاء ويقل الخوف والوساوس.
وإذا لم تستطيعي أن تمارسي هذه التمارين بنفسك، فيمكنك الاستعانة بمعالج نفسي لتدريبك عليها، ويمكن أن يتم كل هذا بدون أخذ علاج دوائي.
والحمد لله أنك تصلي، ولكن أطلب منك المواظبة على الصلاة وقراءة القرآن أيضا والذكر والدعاء، وهذا يؤدي إلى الطمأنينة وسكينة النفس، خاصة في رهاب الموت، إذ أنك تقرئي في القرآن أن {لكل أجل كتاب} وأن كل حي ميت، ونحن أموات أبناء أموات، واليقين بأن الموت مصير كل شخص، لكن يجب الاستعداد له، وذلك بالأعمال الصالحة والمواظبة على العبادات.
وفقك الله وسدد خطاك.