السؤال
السلام عليكم.
عندما يتقدم أي شخص للزواج مني، وبمجرد معرفة انفصال والدي ووالدتي يهرب مني، وكأني قد فعلت شيئا خاطئا في حياتي! مع أن الجميع يشهد لي بحسن الخلق، وحسن خلقي (شكلي الخارجي ولله الحمد)! بالإضافة إلى تديني ولله الحمد!
ماذا أقول لهم؟ وكيف أدافع عن نفسي، وأنا لم أفعل أي شيء في حياتي، وليس لي أي ذنب؟! لماذا يحرمون ما شرعه الله؟ لماذا يظلم العبد أخاه العبد بدون أي ذنب؟
رجاء انشروا هذا الأمر بين الشباب! أرجوكم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ خاشية من الله حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح! وأن يبلغك عالي المنى والنجاح!
فإنه لا خير في شباب يفكر بهذه الصورة، ولا تخزني على هروبهم، فسوف يأتيك ما قدره الله لك، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وعجبا لأمر المؤمن أن أمره له كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء، شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر، فكان خيرا له، ولا داعي للقلق! فلكل أجل كتاب، ولا تقولي لو كان كذا لكان كذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان.
وليس كل من طلق أبوها أمها غير سعيدة، وليس كل بيت يظهر أنه مترابط على حقيقته، واعلمي أن الطلاق الناجح أفضل من استمرار المشاكل في الصباح وفي المساء، وإذا كنت – ولله الحمد – متدينة فلن يضيعك من تصلي له وتصومي سبحانه! ولست في موضع اتهام حتى تدافعي عن نفسك، ولا تزر وازرة وزر أخرى، فهوني على نفسك! وتوكلي على مالك الملك! وتوجهي لمن يجيب المضطر إذا دعاه، ولا يحملنك هروب الخطاب على التسخط أو الحزن! فإن الإنسان لا يدري أين تكون المصلحة (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم)[البقرة:216].
ونقول للشباب أن العبرة بصلاح المرأة وحسن خلقها، وكل خلل أو نقص بعد ذلك يكمله ويخفيه جمال الدين، ولا جمال يدوم إلا جمال الأخلاق.
والله ولي التوفيق والسداد.