السؤال
أنا اشتركت في (شريك الحياة) الذي أعده موقع (إسلام أون لاين)، وأرسلت عرضا إلى شاب، وقبل العرض، والآن نحن نتكلم مع بعض على الإنترنت لكن من وراء علم أهلي! أنا لم أقل لأهلي، حتى يراني وأعجبه؛ لأنه لا أريد أن أقول لأهلي، وآخر شيء يقول: إنك ما أعجبتني! موقفي أمام أهلي لن يكون عندئذ حسنا!
وأنا ناوية إذا جاء يخطبني، فسأقول لأهلي كل شيء، لكن حاليا لا حتى أرى إذا أعجبته أم لا، وأنا عملت استخارة: إذا هو مناسب لي أم لا. بعد الاستخارة كنا لا نتكلم كثيرا! أعني أحسست أنه لا يريد! قلت له يمكن أنت ما أخذت القصة مأخذ جد، فلو سمحت امح إيميلي! لكن ما أعرف كيف صرنا نتكلم مع بعض، مع أنه كنا قد أردنا أن نوقف الكلام؛ لأنه في السعودية وأنا في لبنان، وكان يقول: إن الأمر صعب، لكن كيف صرنا نتكلم مع بعض؟ الله أعلم.
أنا قلت: يمكن من أجل أني عملت استخارة، والآن أنا أتكلم باطمئنان لأني استخرت ربي، وصرنا كل يوم نتكلم! طلب صورتي، فعملت استخارة، طلعت إيجابية، لكن لم أرسلها على إيميله، لكن على المسنجر، لكن يقول: إنه لا يستطيع أن يراها، أو ليست واضحة!
الآن رفيقتي بدأت تسافر إلى السعودية إلى نفس المنطقة، فبودي أن أتصور وأرسل معها الصور، وتتفق رفيقتي معه على مكان ليراها، ويرى الصور، لكن الصور تظل مع رفيقتي، لكن يراها، واليوم قلت لرفيقتي ووافقت.
وإذا أعجبته فهو يريد أن يأتي ليخطبني! وإذا ما أراد أن يخطبني فسنوقف الكلام! أعطونا رأيكم: هل أرسلها مع رفيقتي، وأنا حاسة أنه صادق! مع أن أي شيء أريد أن أعمله معه أعمل استخارة، الآن هو يريد أن يحكي معي على التلفون، لكن مرة واحدة! عملت استخارة أول مرتين، قبل الاستخارة كنت خائفة أن أتكلم! لكن بعد الاستخارة صرت أريد أن أتكلم معه، صارت عندي رغبة قوية، لكن عملت الاستخارة مرة ثالثة، فكان الحلم غير حلو! ما العمل؟ أنا لا أعرف ما أعمل؛ لأن أهلي ما يعرفون، وإذا كلمت أمي، فبسرعة تكلم أبي! أعني لا يوجد بيني وبين أمي علاقة صداقة!
ما رأيكم؟ هم قالوا استخيري واستشيري بقصة الصور! أأرسلها مع رفيقتي ليراها، وتأخذها؟ وهل أتكلم معه على التلفون؟ هو قال فقط دقيقة، ومرة واحدة، وهي جائزة؛ لأن نيتنا سليمة، وهي الزواج!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/Star حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير! ويسدد خطاك! ويلهمنا جميعا رشدنا! ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فإن مسيرة الحياة الزوجية ممتدة، وتعترضها ظروف الحياة بحلوها ومرها، ومن هنا نبع حرص الإسلام على وضع ركائز وأسس متينة، وسماها بالميثاق الغليظ، وأباح لكل من الرجل والمرأة أن ينظر إلى شريك المستقبل حتى تكون الأمور واضحة لا غش فيها ولا خداع ولا مجاملات.
والأفضل لكل فتاة أن تتزوج من بيئتها التي تعيش فيها ومن أهلها وجيرانها الذين يعرف الإنسان مدخلهم ومخرجهم وطريقة حياتهم، وقبل كل هذا لا بد أن يكون الدين هو الأساس، فكل خلل أو نقص يمكن احتماله وعلاجه إلا النقص في الدين، والخلل في الالتزام، ومن هنا وجه الإسلام الرجل بالحرص على صاحبة الدين، ووجه أولياء المرأة بأن ينظروا إلى دين الخاطب وأخلاقه وأمانته.
والصواب أن تكون الوالدة على علم بكل خطوة، وهي أحرص الناس على مصلحتك، فإننا نخشى أن تتقدمي خطوات، ثم تصطدمي برفض الأهل، والحقيقة أن الإسلام لا يرضى بمثل هذه العلاقات التي تحدث من وراء سمع وبصر أسرتك وأهلك.
ولا ننصحك بإرسال صورك، فإن الإنسان يملك أسراره وحياته الخاصة ما لم يضعها في أيدي الآخرين، والناس يختلفون من بلد إلى بلد في عاداتهم وأخلاقهم، فقد تكون مسألة تبادل الصور مسألة عادية في بلد، وهي موطن ريبة وشك عند آخرين.
وإذا كان هذا الشاب من نفس بلدك، فلماذا لا يأتي البيوت من أبوابها، ومن حقه أن يطلب الرؤية الشرعية، فإن حدث التوافق فذلك خير، وإلا فإن الخير في الذي يقدره الله، أما إذا كان من بلد آخر، فالأفضل هو عدم الارتباط لاختلاف العادات والتقاليد وطريقة الحياة، ولن يكون هذا الشاب الأول والأخير، فالرجال كثر، وصحابة الدين مرغوبة ومطلوبة، فاحرصي على طاعة الله وذكره والتوجه إليه؛ فإن الأمور كلها يبد الله سبحانه!
وليس من المصلحة التوسع في المكالمات والعلاقات مع أي شاب؛ لأن هذا مدخل من مداخل الشيطان، وبعض الشباب يريد قضاء وقت فقط، ولا يرضى أن يتزوج صديقة الهاتف والرسائل؛ لأنه يظن أنها كانت تتحدث مع غيره، وهي كذلك لا تأمن هذا الرجل الذي كان يهاتفها ويراسلها سرا، ودون أن تكون بينهما روابط شرعية وضوابط مرعية.
ولا شك أن المسلم يستخير ربه في كل أمر ليتضح له وجه الصواب والخير، وليس من الضروري أن يرى رؤيا، ولكنه مع ذلك يحرص على أن يستشير أهل الخير والصلاح، فعليك بعرض الأمر على بعض الصالحات من محارمك، وكذلك محارمك من الرجال، ولن يخيب من يستخير ربه، ويستشير الأخيار.
ولا داعي للاستعجال؛ فأنت لا زلت صغيرة، والفرص أمامك واسعة، فلا تتقدمي خطوات للأمام إلا بعد دراسة متأنية؛ لأن كلام الهاتف والصور لا تعطي الصورة الحقيقية، فمعظم الشباب ـوكذلك الفتيات- في هذه المرحلة يظهرون خلاف ما عندهم من أخلاق وأحوال، فإذا وجد الشاب فتاة متدينة لبس لها لبوس الصالحين الناصحين حتى يصل إلى غايته التي ربما لا تكون طيبة، وإذا وجد فتاة تحب الأغاني سار معها على نفس الدرب، وكل أسرة تحتاج إلى أن تتأكد من جدية الخاطب وقدرته على تحمل المسئولية، ولا يتم هذا إلا بالوقوف على أحوال الرجل عن قرب.
وخلاصة القول هي أننا لا نؤيد إرسال الصور دون أن تتأكدوا من جدية الرجل، وأنه الشاب المناسب صاحب الدين والخلق، وعندها يجب عليه أن يقدم ما يدل على صدقه، كأن يحرص على القدوم لرؤيتك، وطلب يدك من ولي أمرك، وتحت سمع الناس وبصرهم.
وأسأل الله أن يوفقك للخير! وأن يسدد خطاك!
والله ولي التوفيق!