السؤال
السلام عليكم.
سمعت عن عقار جديد أثبت فعاليته في علاج الثعلبة وهو روكسوليتينيب ruxolitinib، وهو بالأساس علاج لتليف النقي.
سؤالي: هل استخدامه آمن؟ خاصة أنه يجب أن يؤخذ لمدة لا تقل عن ٥ أشهر، وأنا أعاني من الثعلبة البقعية منذ فترة طويلة تقريبا ١٢ سنة، وجربت الكثير ولم ينفع.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض الثعلبة هو مرض جلدي يؤدي في الغالب إلى فقد الشعر في أماكن محددة, وعادة ما يصيب فروة الرأس, ولكنه يمكن أن يصيب أي مكان به شعر, مثل: الذقن, والشارب, والحواجب, والرموش, وغيرها من الأماكن التي يوجد بها شعر.
ويختلف العلاج باختلاف النوع، فإذا كان المرض محددا بفروة الرأس، وتوجد بعض الأماكن الخالية من الشعر: Alopecia areata، فهنا يكون العلاج الأمثل باستعمال العلاجات الموضعية، أو الحقن الموضعي بعقار: Triamcinolone acetinoide بعد التخفيف اللازم.
ويمكن أن يصيب المرض أماكن أخرى بها شعر مثل: الحواجب، والرموش، أو حتى شعر الأطراف والجسم، وتوجد منه أنواع تصاب فيها فروة الرأس بالكامل Alopecia totalis، وتوجد أنواع يصاب بها الشعر في كامل أنحاء الجسم Alopecia universalis.
وكلما كانت درجة انتشار المرض أقل كلما كانت فرصة العلاج أفضل، وأتصور من خلال الاستشارة، وذكرك أنها بقعية، يعني أنها في أماكن محددة، وذلك أمر جيد، وبالتالي لا بد من زيارة طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة؛ لتقييم المشكلة ونوع الثعلبة؛ لأن لكل نوع من الأنواع السابق ذكرها علاج يختلف عن الآخر، وتختلف أيضا فرص نجاح العلاج، وكذلك استمرار الشعر في النمو وعدم سقوطه مرة أخرى حسب نوع الإصابة، وكذلك العلاج المستعمل.
ولا بد أن يكون عندك توقع جيد للنتيجة التي سوف تحصل عليها -نتيجة استعمال أي علاج-، وكن حذرا من الآثار الجانبية للعلاجات التي تتناولها، ولا بد أن تناقش مع طبيبك المعالج قيمة كل علاج ومردوده بالنسبة لآثاره الجانبية، والتي يمكن أن يحدثها.
مرض الثعلبة مرض مناعي, وليس له سبب واضح, وغالبا ما يصيب الأصحاء, ولكن مرضى الثعلبة يكونون أكثر عرضا للإصابة بالأكزيما التابية, أو الربو, أو حساسية الأنف, وكذلك بعض أمراض الغدة الدرقية المناعية, والبهاق, والأنيميا، وأنصح أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات؛ للتأكد من عدم وجود أي مشكلات أخرى مصاحبة للمرض الجلدي.
العلاجات المتوفرة تهدف لإعادة إنبات الشعر مرة أخرى، وفي أغلب الأحوال لا يكون لها أثر كبير على تطور المرض أو استمرارية وجود الشعر الذي تم إنباته عن طريق العلاج؛ ولذلك يجب المتابعة مع طبيب الأمراض الجلدية بصورة مستمرة أثناء وبعد العلاج للوقوف على استجابتك، ومتابعة استمرارية وجود الشعر، وعمل اللازم وفقا للمتغيرات الموجودة.
أما بالنسبة للعلاج المذكور: فهو علاج حديث ويستعمل بشكل أساسي في بعض أمراض الدم والنخاع، وقد تم إجراء تجارب وأبحاث لاستخدامه في الثعلبة التي لم تستجب للعلاجات المتعارف عليها، وقد أظهر نتائج جيدة، ولكن لا أعلم إذا كان متوفرا في البلد الذي تقطن به.
أخيرا: أنصح بالتواصل مع طبيب أمراض جلدية مشهود له بالكفاءة والأمانة؛ لتقييم حالتك بشكل إكلينيكي جيد، ومناقشتك في الخيارات العلاجية المتاحة، والفوائد التي من الممكن أن تعود عليك جراء استخدامها وآثارها الجانبية، وأن يكون هناك حكمة في اختيار العلاج، ومتابعة جيدة لك خلال فترة العلاج إذا لزم الأمر.
أتمنى لك التوفيق والسعادة.