السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي أنني أكظم غيظي، ولا أعبر عن مشاعري، بل أكتمها عن المقربين مني مثل أمي وأبي، وأريد طريقة للتعبير عن الغضب أو المشاعر السلبية دون أن أؤذي الآخرين وقبل ذلك أؤذي نفسي، آذيت نفسي كثيرا مما سبب لي الشعور بالذنب تجاه بعض الأشخاص، وشعور بأني ضحية تجاه أشخاص آخرين.
كنت أعاني من مشكلة تفريغ الغضب بطريقة تؤذي الآخرين دون أن أخبرهم عن السبب، والآن لا أفرغ غضبي أبدا، ولا أخبرهم عن السبب، فأصبحت أعاني من مشاعر الغضب المتراكمة.
لقد تعبت، أريد منكم النصيحة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ جهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك، أعانك الله وخفف عنك ما أنت فيه.
معك كل الحق في البحث عن طريقة صحية للتعبير عن الغضب، فالتعبير عنه بشكل مرضي أمر غير صحيح، وكبته أيضا غير صحيح، كثيرا ما تكون العواطف والمشاعر التي نشعر بها إنما هي أعراض وليست جذور المشكلة أو الموضوع، فهناك دور كبير للعواطف في إخبارنا عن حالتنا النفسية، وهي دقيقة وعلينا الاستماع إليها، ومن دون أن ننتظرها حتى تصرخ هذه العواطف في وجوهنا لتخبرنا بأمر ما.
يبدو من سؤالك أنك كنت في الماضي تنفجرين بالغضب والانفعال، بينما الآن فأنت تحبسين الكثير من العواطف، ولكن بعد فترة من هذا الحبس، وعندما يطفح الكيل ستجدين نفسك وقد انفجرت بالغضب والانفعال، وقد لا يكون للشخص الذي أمامك في حينها علاقة بهذا الموقف، إلا أنه ربما فعل أو قال شيئا مما كان الشعرة الأخيرة التي فجرت الموقف، ولذلك فأنت تشعرين بالندم والأسف على ما حدث!
ما الحل للتعامل الأفضل مع الغضب؟
أن تقومي بالتفريغ التدريجي عما في نفسك من العواطف والمشاعر، وأول بأول، كما يقولون، وعدم جعل الأمور تتراكم كزجاجة المياه الغازية، ومن ثم الانفجار! ويمكنك القيام بهذا عن طريق التعبير عن نفسك كلاميا عندما تكوني في حالة عاطفية معينة، فعند الانزعاج قولي وبكل هدوء أنك تشعرين بالانزعاج بسبب كذا وكذا، ونفس الشيء عند الفرح.
هناك عادة طريقتان أساسيتان للتعبير عن المشاعر والعواطف، إما الطرق السلبية أو الإيجابية، فمن الطرق السلبية الغضب الشديد وتكسير بعض الأثاث والضرب، وربما تعادي بعض الممنوعات، أو الحبوب أو التفكير بالانتحار.
ومن الطرق الإيجابية، الحديث المباشر مع الشخص المباشر عن الموقف، وبعض الهوايات المفيدة كالرياضة والمشي والرسم والكتابة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية من جبال وبر وبحار.
والإنسان أمامه الاختيار بين الطريقين، وأحيانا عندما نهمل أنفسنا، فقد نجد أنفسنا ننساق وراء الطرق السلبية للتعبير عن عواطفنا، فنشعر بالندم والحزن.
وفقك الله، وحفظك من كل سوء، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة.