السؤال
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا شاب عمري 23 عاما، منذ عدة سنوات وأنا أعاني بشدة من وسواس الموت، وكنت أدخل في نوبات هلع وخوف شديدة -والحمد الله- شعرت بالتحسن من وسواس الموت، ثم أصابني وسواس المرض وفوبيا السرطان، فأصبحت لا أشعر بطعم السعادة بسبب هذا الوسواس.
منذ فترة قرأت عن سرطان الفم، وأصبحت أوسوس به، وتعبت منه جدا، ولكن -ولله الحمد- لا أجد شيئا، وكنت بدأت أخف حتى وجدت في باطن الخد جرحا صغيرا جدا وهو دائري لا ينزف، ولكن الوسواس دفعني فدخلت على الإنترنت، وصدمت بأنه قد يكون سرطان الفم، فالجرح لم يلتئم منذ 5 أيام، وأنا في حالة ذعر، فهل للوسواس والحالة النفسية سبب في الجرح؟
لا أعلم سبب هذا الجرح، ولا يؤلمني، ولا يسبب لي مشاكل، ولكنني أنظر في المرآة ألف مرة في اليوم من شدة الخوف، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
واضح أنك تعاني من القلق والمخاوف الوسواسية، والمخاوف الوسواسية أن تتغير، ولكن يظل الشكل العام واحد، وهو الخوف، الخوف من الموت، الخوف من المرض، والآن الخوف من السرطان، والمخاوف الوسواسية، وتكرار الخوف يؤدي إلى مزيد من الضغوط النفسية.
الأخ الكريم: عليك بالتوقف عن النظر إلى المرآة، والتفكير في هذا الشرح، تحصل الجروح لعدة أسباب، وطبعا الآن له أربعة أيام فقط، وهي غير كافية ليلتئم الجرح، وهذا عادة يحتاج لأطول من هذا الوقت، وليس كل جرح سرطان، وليس كل سرطان يأتي في شكل جرح، فعليك بالتوقف من النظر في المرآة، لأن هذا يزيد من الخوف، ويدعم المخاوف الوسواسية، وعليك بالتفكير في أشياء أخرى، أشياء مريحة، تعلم الاسترخاء النفسي عن طريق الاسترخاء بالتنفس، أغمض عينيك، حرك يديك، خذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء، خمس ست مرات، في هذه الحالة تصور أنك تخاطب شخص تحبه، تنظر إليه، تخاطبه ويخاطبك، واستمر في هذه الحالة عدة مرات، -وبإذن الله- يبدأ الاسترخاء، ويبدأ التغلب على الخوف.
لا تستسلم للمخاوف الوسواسية، لا تجاريها، ولا تسترسل معها، وطبعا لا يمكن مقاومتها، ولكن يمكن استبدالها بتفكير إيجابي وراحة نفسية -كما ذكرت لك-.
وفقك الله وسدد خطاك.