السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، أعمل في شركة، أعاني من القلق الشديد والاكتئاب، لأن معظم صديقاتي ابتعدن عني رغم أن تعاملي معهن لم يتغير، وما زلت أحبهن وأحترمهن، ولا أعرف سبب هذا البعد من صديقاتي، ومن الجميع، هل هي مشاغل الدنيا أم أنا السبب؟
أرجو منكم أن تفيدوني في حل مشكلتي؛ لأتخلص من هذا القلق الذي أصبح يؤثر في حياتي الشخصية والمهنية.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ tifawin حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، بالرغم من ضعف تواصل صاحباتك معك، أعانك الله وخفف عنك.
دعيني أقول: إنه مع الأسف هناك ظاهرة عامة في حياة المجتمعات الحديثة، وهي ضعف التواصل بين الناس، وحتى الأقرباء أو داخل الأسرة، بسبب كثرة المشاغل والملهيات التي تصرف الإنسان عن التواصل مع أخيه الإنسان. وحتى ما كان يتم بالحديث واللقاء المباشر، أصبح الآن يتم من خلال الرسائل النصية ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، كالتبريك بالأعياد والمناسبات، فبدل الزيارة المباشرة يكتفي الإنسان الآن بإرسال رسالة واتس آب.
لا أعتقد بأنك تحتاجين أن تأخذي ابتعاد صديقاتك عنك، أو قلة تواصلهن معك بصفة شخصية، وإنما يمكنك أن تبادري أنت بالتواصل معهن، ولربما بعضهن أيضا يشعرن بقلة تواصل الأخريات معهن، وهكذا، الكل يشعر بما تشعرين به، ولذلك الأفضل في هذا الموقف أمران، الأول: المبادرة بالتواصل مع الأخريات، والحرص على لقائهن، والثاني: إن تعذر تواصلهن أو تغيبهن عنك، أن نعذرهن، فلربما شغلتهن أمور كثيرة متعددة.
مارسي عملك واهتماماتك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من صلاة وتغذية ونوم وأنشطة رياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، وأعطي نفسك بعض الوقت لتقدير نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك، وستقل مشاعر الاكتئاب والقلق، وستشعرين حتى بتحسن نظرتك للناس الآخرين عموما، ولصديقاتك خاصة.
وفقك الله، ويسر لك أمرك.