السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة، اكتشفت مرض زوجي منذ 8 سنوات، حيث كان يسمع أصواتا ويتوهم بأن الناس يكيدون له ويتآمرون عليه، وأنه مراقب، كره أهلي كرها شديدا، وأصبح يمنعني من الذهاب لهم، ذهبنا به إلى المستشفى بعد شق الأنفس، وأخذ الأدوية، وفي الخمس سنوات الأخيره تقريبا، وصف له الطبيب ريسبردال والفافرين، واستمر عليهما وتعافى كثيرا -بفضل الله-، لكن قبل عشرة أشهر غير الطبيب له الدواء بالسمبالتا بمقدار 120 مجم، لأن الدواء الأول كان يؤثر عليه من ناحية الإنجاب، لكن بعد تبديل الدواء تبدل حال زوجي للأسوأ، بدأ بالانتكاس بشكل بطيء.
في شهر رمضان أضاف له الطبيب دواء أنافرانيل 25 مجم، بمقدار نصف حبة، ولكن لم نر أي تحسن، وفي نهاية شهر عشرة هجري، انتكس كثيرا، حتى أنه أصبح لا ينام، ويسمع أصواتا، وبعدها ذهب للمستشفى وأضافوا له دواء السيروكويل بمعدل 100 مجم، هدأ لبعض الأيام ثم انتكس حاله، فذهبنا به للمستشفى، وأضاف له الطبيب إنفيجا 3 مجم حبه صباحا، مع العلم أننا طلبنا من الدكتور تغيير كامل الدواء لأنه قد يكون لم يناسب وضعه، لكنه رفض بحجة أن الدواء ممتاز، وأخذه لمدة أسبوع، وكان هناك تحسن بسيط، وبعدها ترك الدواء كله باستثناء السيروكويل، يأخذ حبه مساء حتى يستطيع النوم.
لكن حاله ساء جدا، فأصبح يشك بي أنا زوجته، ويقول: بأنني أخبر الاستخبارات عنه، وكره والديه وإخوته، ثم أحضر والده الشرطة لمساعدتنا في إدخاله للمستشفى، لأنه لم يستطع إقناعه، وبعد ذلك صرف له الدكتور الدواء ذاته، لكنه لم يستخدمه، وزاد حقده على أبيه وأخيه لأنهم أحضروا الشرطة له، بالرغم من أن والده وأخوه أخبروا الدكتور بحالته، وبالأدوية التي يستخدمها، لكن لا نعلم ما هذا الحال! نذهب به ويصرفون له الدواء ذاته، ونحن الآن في حيرة، فهو الآن يرفض استخدام الدواء، ويحقد علي وعلى أهله، ولا أعلم ماذا أفعل معه؟!
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مراد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لزوجك الكريم العافية والشفاء، وأشكرك على حرصك حول أمره، وهو بالفعل أمر هام.
ما ذكرته في بداية هذه الاستشارة -وفي وقت لاحق- يدل أن زوجك الكريم يعاني من مرض الشكوك، والشعور الاضطهادي أكثر من الاكتئاب النفسي، أنا قطعا لست بأفضل من الأخوة الأطباء الذين قاموا بفحصه، لكن المعلومات المتاحة تدل أن هذا الأخ يحتاج للأدوية المضادة للذهان، أكثر من حاجته للأدوية المحسنة للمزاج، وعقار (رزبريادون) قطعا من أفضل الأدوية لعلاج الذهان، ودواء(سيوركويل) الذي يتناوله الآن بجرعة صغيرة أيضا دواء رائع، لكن في حالات الذهان يجب أن تكون الجرعة ستمائة مليجرام على الأقل ليلا، من نوع من السيوركويل يعرف باسم (سيوركويل CR).
هنالك معضلة -كما تفضلت- هي عدم تعاون هذا الأخ مع تناول الدواء، وهذا أمر شائع بالنسبة للذين يعانون من الأمراض الذهانية الظنانية، لا يعتقدون أنهم مرضى، وشعور بالاستهداف من قبل الآخرين، دائما يصيبهم بالضجر والملل وعدم التعاون في تناول الدواء، لكن بشيء من التودد إليه، وباللطافة معه، وأن يتحدث معه شخص واحد، الشخص الذي يثق فيه، يجب ألا نعدد التداخلات في شأنه، وبالتالي سوف يقبل تناول العلاج، وأنا أرى أن عقار (إنفيجا) يعطى في شكل إبر الآن، نعم هي مكلفة بعض الشيء، لكنها مريحة جدا، وحلت الكثير من المشاكل، والإنفيجا هو مستخلص من الرزبريادال، وأنا متأكد أنه متوفر في المملكة العربية السعودية.
هذا الأخ سوف يفيده كثيرا الإبر الزيتية بعيدة المدى، الإنفيجا يعطى أولا بجرعة مائة وخمسين مليجراما بالعضل، ثم بعد ثمانية أيام يعطى بجرعة مائة مليجرام بالعضل، ثم بعد ذلك يعطى مرة واحدة كل شهر، دواء مريح جدا، الرزبريادال يعطى مرتين في الشهر، دواء آخر يعرف باسم (زكوبنتكسول) يعطى كل أسبوعين أيضا، فتوجد -الحمد لله- الآن إمكانات عظيمة جميلة ومفيدة فيما يتعلق بالالتزام بتناول العلاج، وحقيقة هذه الإبر طويلة المدى حلت مشكلة كبيرة.
أنا أفضل أن تذهبي إلى الطبيب لوحدك -أو معك أحد إخوتك-، وتتفاوضوا مع الطبيب أن العلة الرئيسية لهذا الأخ هي المرض الشكوكي الظناني، وليس الاكتئاب النفسي، لا مانع أن يعطى أحد محسنات المزاج، أو إذا كانت هنالك وسوسة، عقار مثل: (زيروكسات) سيكون جيدا بالنسبة له، لكن الدواء الرئيسي يجب أن يكون دواء مضادا للذهان.
هذا هو رأيي، وأسأل الله تعالى له العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.