السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 18 سنة، أعيش بعيدا عن أهلي عند أناس غرباء، أعاني منذ مدة طويلة، حوالي 3-4 أشهر، من وسواس وأفكار غريبة، وأصابني وسواس الموت، ولكنني تغلبت عليه، فتحولت الفكرة إلى وسواس الأمراض، وحاليا أشعر بألم وصداع في الرأس، يشبه الهجمات الكهربائية، وعدم وضوح الرؤيا في العين، مع خوف شديد وخفقان في القلب من حدوث أي شيء لي، والخوف من المس، خاصة وأن جيراننا مسحورون، وأشعر بالقلق عند سماع القرآن في المدرسة، وأخشى أن أصرع أمام الناس، أو أن يتكلم الجان الذي بداخلي.
يدق قلبي بسرعة، وتصبح أعصابي مشدودة، رغم أنني أستمع للقرآن والأذان في المنزل، ولا يحدث لي شيء، وقرأت عن أعراضه، ولم أكن أعاني منها قبل القراءة، لكن بعدها أصبحت أتوهم أنها تحدث لي كرؤية نقط ضوء، وحركة لا إرادية أثناء النوم.
تزداد حالتي هذه في الليل، بينما في النهار لا تكاد في تذكر، وأخشى أن يحدث لي شيء، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ wejdan حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أصلا أنت لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف الوسواسي، والخوف من الموت فكرة شائعة جدا، والموت يجب أن نخاف منه خوفا شرعيا لا خوفا مرضيا، فالخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان، ولا ينقص من عمره لحظة واحدة أبدا، فلكل أجل كتاب، وإذا جاء الأجل فلا تأخير ساعة، ولا تقديم أخرى.
تفاعلك مع تلاوة القرآن: هناك اعتقاد شائع جدا أن قراءة القرآن، أو سماع القرآن تؤدي إلى تغيرات مثل التي تحدثت عنها، أنا أعتقد أن الاعتقاد وسط الناس هو الذي أدى إلى هذه الأفكار الخاطئة، القرآن شفاء للنفوس، القرآن عظيم، فيه شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين، القرآن جعله الله شفاء للذين آمنوا، قال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}، وجعله عمى ووقر في آذان الذين لا يؤمنون، قال تعالى: {والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى}، فعليك بقراءة القرآن، وحافظي على صلاتك في وقتها، وعليك بالدعاء، واعلمي أن الله تعالى حافظ، وأن الإنسان مكرم.
وموضوع أن جيرانك كلهم مسحورون: هذا أمر يجب ألا يؤثر عليك، هذا المعتقد لا أتفق معه أبدا، السحر موجود، والعين موجودة، والحسد موجود، لكن الله خير حافظا، فصححي مفاهيمك، وتوكلي على الله، واجتهدي في دراستك، وأحسني إدارة وقتك، وكوني إنسانة فاعلة في أسرتك، هذه هي الطرق العلاجية الصحيحة، والأفكار الوسواسية يجب ألا تناقشيها أبدا، بل تجاهليها، فالإسراف في نقاش الوسواس، واللجوء إلى ذلك، يؤدي إلى وساوس وقلق ومخاوف أخرى، فأرجو الالتزام التام في عدم مناقشة الوساوس.
الرياضة سوف تفيدك كثيرا، فمارسي أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة، يا حبذا أيضا لو ذهبت إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، هذا يساعدك على التطور السلوكي، على زوال المخاوف، على تطوير المهارات، ولا شك أنك سوف تلتقين بالصالحات من الفتيات والنساء، مثل هذا المحيط، ومثل هذه البيئة الطيبة، وتدارس القرآن بصورة صحيحة يطمئن الإنسان ويجعله -إن شاء الله تعالى- أكثر ثباتا، وهكذا سوف تتلاشى هذه الوساوس.
هذا ما أنصحك به، وبالفعل أتفق معك في أنه ليس هنالك حاجة لأي علاج دوائي في حالتك.
بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.