موضوع الزواج استولى على تفكيري!

0 193

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب متفوق في آخر سنة من المرحلة الثانوية وبعمر 19 سنة، أعيش في السعودية، وملتزم بالدين والصلاة، وهدفي كأي شخص هو الزواج وذرية صالحة، وتوفير معيشة كريمة، وفي الآونة الأخيرة بدأت أفقد حماسي للمستقبل شيئا فشيئا، وأشعر بالخوف والاكتئاب وفقدت اهتمامي بكل شيء، ومللت من روتيني اليومي، وكل ما يشغل تفكيري هو الزواج، ولا أرى سببا آخر للتمسك بالحياة.

حاولت أن أتناسى ذلك وأقضي وقتي في شيء مفيد لكن دون فائدة، ولم يعد يهمني شيء غير الزواج واستقرار عاطفي ونفسي، مع الابتعاد عن كل ما هو حرام.

سلكت طريق الضياع ولا أعلم ما ذا أفعل؟ أشعر بخجل شديد إذا تحدثت مع والدي في هذا الموضوع، وخائف أن يكون حملا ثقيلا عليه في المصاريف أو ينتهي الموضوع برفض أو بغضب.

علما أني رجل عاقل، لا ينقصني المسؤولية، هل عدم استطاعتي تجنب هذا الأمر دليل على ضعف إيماني أم أمر طبيعي وفطري؟ وهل تنصحوني بالتحدث مع والدي؟ وهل يجب على الأب صرف تكاليف الزواج؟

علما أني أستطيع توفير تكاليف البيت بعد تخرجي -إن شاء الله- عكس تكاليف الزواج المرتفعة.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ alghamdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تفكيرك بالزواج أمر طبيعي، ولكن الخطورة في الأمر أنه استولى على تفكيرك ونفسيتك وأثر على مستواك وتفكيرك بالحياة، وهذا أمر غير جيد!

لذا أنت مطالب بالاعتدال في النظر في هذا الموضوع، وإعطائه شيئا من تفكيرك في الحياة أعظم من أن يكون الهدف من البقاء فيها هو الزواج فقط!

عليك بشغل النفس والفكر بأمور أخرى تتعلق بدينك وآخرتك، وبقية أهداف الحياة؛ حتى تخفف من سيطرة هذا الموضوع على تفكيرك.

شعورك بالضياع والاكتئاب دليل على ضعف الإيمان والتقوى، فالمؤمن القوي يرضى بقضاء الله، ويعلم أن لكل شيء وقتا لتحققه، ويأخذ بالأسباب ولا يستسلم لخطرات النفس والشيطان التي تشعره بالفشل واليأس، وتسبب له الضيق والتعاسة.

قو إيمانك بالطاعات والقربات، واسأل الله الثبات، وادعه أن ييسر لك أمر الزواج، وإن خشيت الفتنة فعليك بصيام النافلة؛ فهو علاج نبوي لكبح الشهوة، حتى ييسر لك الله الزواج.

بإمكانك فتح الموضوع بطريقة هادئة مع والدك مباشرة، إن قدرت أو بواسطة أمك أو شخص آخر يثق فيه والدك، ويشرح له الأمر، وأتوقع أن تجد استجابة لدى والدك، ويتفهم الموضوع إذا عرض عليه بطريق صحيحة مقنعة.

إذا كان والدك قادرا على النفقة عليك وأموره المادية ميسرة؛ فلن يتخلف عن مساعدتك والإنفاق عليك، لأن هذا هو المعروف، وإن كان غير قادر فعليك بالتريث حتى ييسر الله الأمر، ولا تكلف والدك فوق طاقته، وبالحوار والتفاهم تصلح الأحوال وتحل المشكلات، بإذن الله.

وفقك الله لما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات