السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أدرس في الكلية، أعاني منذ 4 أسابيع من صداع ودوخة مصاحبة مع النوم، وعدم التركيز والشرود الذهني، وعدم وضوح في الرؤية، وعدم القدرة على إتمام العمل، وأشعر بأن رأسي ثقيل، وأعصابي تعبانة، كما أن كلامي مشتت ومضطرب، وأعصابي متوترة، خاصة أثناء اللعب في الألعاب الإلكترونية مثل: (بلاي ستيشن).
كما كنت أعاني من نوبات هلع، وكنت أستخدم انتابروا 10 اسيتالوبرام لمدة 3 شهور، وقطعته قبل سنة ونصف، وقبل 3 أسابيع أجريت تحليلا شاملا أوضح وجود نقص في فيتامين (دال)، وأعطاني الطبيب أدوية وأنا أخضع للعلاج، فهل هذه الآثار نتيجة الخوف من شيء؟ فأنا أشعر بالتعب الشديد، وأرغب بأن أكون سليما، منتبها، ومركزا في كل شيء، ولا أحد يعرف سبب ما أعانيه.
قمت بالكشف على أذني، وكانت النتائج سليمة، لكنني أريد علاجا يعيدني كالسابق، فأنا أشعر أنني لست في الواقع، وأحيانا أخاف أن أفقد عقلي، فما السبب في ذلك؟ هل هي الضغوط النفسية، أم بسبب التوتر والقلق والخوف؟ وهل يوجد مثل حالتي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
حالتك نسميها بالحالات النفسوجسدية، يعني أن القلق والتوتر النفسي هو الذي أدى إلى الأعراض العضوية، مثل الشعور بالصداع، أو ثقل الرأس، أما عدم التركيز فهو عرض من أعراض القلق والتوتر.
فيا أيها الفاضل الكريم: حالتك لا نعتبرها مرضا حقيقيا، هي ظاهرة، وهنالك الكثير من الناس الذين لديهم هذه الحالات، -وإن شاء الله تعالى- يتم تجاوزها بمرور الأيام والشهور.
المطلوب منك هو أن تنخرط في برامج رياضية، الرياضة تجعل الإنسان يحس أنه في وضع صحي سليم، تزيل الدوخة، تزيل هذه التوترات العضلية، وكذلك التوترات النفسية التي هي ناتجة من القلق، فاحرص على الرياضة، أي رياضة متاحة، رياضة المشي، الجري، رياضة جماعية مثل كرة القدم، هذا كله سوف يفيدك، ولا بد أن تحرص على النوم ليلا، وتتجنب النوم النهاري، النوم الليلي يشعر الإنسان بأنه في صحة كاملة ومتكاملة.
التوازن الغذائي مهم وضروري، فاجعل غذائك غذاء متوازنا، وقم بتعويض فيتامين (د) حسب ما نصحك الطبيب، ووسع صلاتك وشبكتك الاجتماعية، وابن علاقات طيبة من حيث التواصل الاجتماعي، وكن شخصا فاعلا ونافعا ومفيدا لنفسك ولأسرتك.
أنت لم تذكر عمرك، وأنا لا أعرف إن كنت في مرحلة دراسية، أم في مجال العمل، عموما أيا كان، يجب أن تكون مجيدا فيما تنجز، ولا ترضى لنفسك الهوان، لا ترضى أن تكون يدا دنيا، إنما كن يدا عليا دائما، وأقدم على الخير، هذا يفتح لك أبوابا كثيرة، أبواب الرحمة وأبواب القدرة على المواجهات وأبواب طمأنينة النفس، فأرجو أن تحرص على ذلك.
وإن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا أمر جيد، وإن لم تستطع -إن كان عمرك أكثر من عشرين عاما وأحسب أنه كذلك-، حاول أن تتناول العقار الذي يعرف باسم (زيروكسات CR) دواء فعال، كما أن (استالوبرام) ممتاز، جرعة الزيروكسات CR هي: 12.5 مليجرام، تتناولها يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها 12.5 مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله، هو دواء ممتاز وفاعل، يحسن المزاج، ويزيل القلق والتوتر وكذلك الوسوسة، ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يؤدي إلى فتح بسيط في الشهية نحو الطعام، كما أنه بالنسبة للمتزوجين قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي، لكن ليس له آثار سلبية على الهرمونات الذكورية أو الصحة الإنجابية عند الرجل، وهو دواء ليس إدماني.
أخي الكريم: احرص على تلاوة القرآن، فهي تزيل التشتت الذهني والشرود الذهني بصورة فاعلة جدا، وقد نصحتك بالنوم الليلي المبكر وممارسة الرياضة، هذه يجب أن تجعلها ديدنك وطريقتك في الحياة، لأنها قطعا مريحة للنفس، محسنة للتركيز، ومزيلة للتشتت الذهني والنفسي.
بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.