السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعاني أخي من الاكتئاب، وقد شخصه الطبيب النفسي بأنه اكتئاب خفيف، وذلك منذ خمس سنوات وحتى الآن، ويتناول أخي أدوية كيميائية برانزا 5 ملغ، وسوليتك 50 ملغ، فهل نغير نوع العلاج؟ وهل يوجد حل جذري لهذا المرض؟
أفيدونا أفادكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأخ الكريم: مرض الاكتئاب بأعراضه المعروفة: من ضيق، وكدر، وضجر، وعدم رغبة الحياة، واضطرابات في النوم، وعدم رغبة في الأكل، وتدني العمل والدراسة، والانعزال الاجتماعي، وبقية الأعراض المعروفة من الأمراض المنتشرة والشائعة، ونحن عادة نقول (نوبة اكتئاب رئيسية)، أي أنه يحدث في شكل نوبات، وهذه النوبة قد تستمر إلى ستة أشهر، حتى بدون علاج، ثم بعدها يحصل ما يعرف بالشفاء أو التحسن الطبيعي، حيث تزول معظم الأعراض.
والاكتئاب إما أن يكون اكتئابا آحادي القطبية، أي هذه النوبة دائما تتكرر وتكون نوبة اكتئاب، أو اكتئاب ثنائي القطبية، وذلك أحيانا تكون هناك نوبة اكتئاب، وأحيانا تكون نوبة هوس.
الشيء الآخر: نوبة الاكتئاب الرئيسية إما أن تكون بسيطة معتدلة أو شديدة، عادة نوبة الاكتئاب البسيطة يمكن علاجها علاجا نفسيا، ولا تحتاج إلى أدوية، ونوبة الاكتئاب المتوسطة قد تحتاج إلى أدوية وعلاج نفسي، أما نوبة الاكتئاب الرئيسية لابد من علاجها بالأدوية.
وما ذكرته عن أخيك، إذا كان التشخيص صحيحا ونقلت أنت هذا التشخيص إلينا بصورة صحيحة فإنه يعاني من اكتئاب نفسي خفيف أو بسيط، فهذا لا يعني أنه يحتاج إلى أدوية طيلة هذه الفترة، بل إن العلاج النفسي قد يكون هو الأنسب والأفيد له.
والشيء الآخر: نوبة الاكتئاب الخفيفة قد تنتج من مرض اكتئاب رئيسي، أو قد تكون سببا لشيء آخر، لظروف اجتماعية معينة، أو أحداث حياتية يمر بها الشخص، أو صعوبات في شخصية الشخص تؤدي إلى هذه الأعراض الاكتئابية.
إذا لابد من التقييم الدقيق لنوبة الاكتئاب الخفيفة والتشخيص، ثم بعد ذلك العلاج، ولذلك أرى -يا أخي الكريم- أن تقييم أخيك وتشخيصه من قبل طبيب نفسي مهم جدا، تقييم حالته، وأخذ تاريخا مرضيا لمعرفة إذا كانت هناك ظروف أو مشاكل أخرى هي التي تؤدي إلى عدم زوال هذه الأعراض الاكتئابية أم لا، وقد يحتاج إلى تدخل نفسي مع العلاج الدوائي.
وفقك الله وسدد خطاك.