تعاطي الحشيش سبب لي الاكتئاب، فما هو الحل؟

0 260

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، بدأ معي قبل ست سنوات، وقد حفز ظهوره استخدامي للحشيش، فعانيت من نوبات الهلاوس والضلالات وعدم القدرة على النوم، وذهبت الأعراض مع استمرارية العلاج -باستثناء نوبات الهوس والاكتئاب الموسمية- في خلال سنة أو سنتين.

مشكلتي اليوم هي حبي للحشيش، وتفكيري الدائم به، لا يوجد شيء يمكن أن يسعدني بقدر ما يفعل الحشيش، أجاهد نفسي على تركه، لكنه في بعض الأوقات ينتصر علي، فأجربه بكميات بسيطة، ولكنني في المرات الأخيرة بت أعاني من نوبات الهلع، وقرب الاحتضار، سؤالي هو: هل الحشيش مضر لحالتي؟ وهل هو مضر للمرض الذي معي؟ وهل هو يتعارض مع أدويتي؟ علما أني أتناول: زبريكسا 10 ملغ، لاميكتال 100 ملغ، سيروكسات بسبب الاكتئاب.

أيضا ما هي الطريقة المثلى لإفراز الدوبامين لدي غير الحشيش؟ أو كيف يمكن إرجاعه للمعدل الطبيعي، وتسعدني النشاطات الطبيعية، وأرتاح من هذا الملل القاتل؟

شكرا على التفهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: كما ذكرت أنت بنفسك: تعاطي الحشيش قد يكون سببا لظروف أعراض الاضطراب الوجداني للشخص الذي عنده القابلية لحدوث هذا المرض، وهذا ما حدث معك، ولذلك مع العلاج الدوائي المعروف للاضطراب الوجداني لابد من التوقف من تعاطي الحشيش؛ لأن هناك علاقة بين تعاطي الحشيش وحدوث نوبة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

الشيء الآخر: الاستمرار في تعاطي الحشيش نفسه يؤدي إلى اضطرابات نفسية، ومن بينها ما يعرف بمتلازمة (انعدام الدافعية)، وهذه أعراضها شبيهة لأعراض الاكتئاب النفسي، إذا لابد من التوقف عن الحشيش، والتوقف عن الحشيش الآن نتج عنه أعراض إدمان مثل التي ذكرتها، من شوق وتفكير دائم في هذه المادة (الحشيش)، ولذلك أنا أنصحك بأن تأخذ علاجا مضادا لإدمان مادة الحشيش، الآن هناك علاجات نفسية لتمليكك مهارات معينة للتخلص من مادة الحشيش، من خلال جلسات نفسية، مهارات كيف تتجنب المؤثرات؟ كيف تتعامل مع المؤثرات؟ كيف تستطيع أن تتوقف عن تعاطي الحشيش وتغير حياتك؟

أما عن الأدوية: طبعا -كما ذكرت- قد لا يكون هنالك تعارض مع الحشيش، ولكن الحشيش له تعارض -كما ذكرت- مع المرض نفسه.

أما سؤالك الأخير عن الدوبامين؛ فهذا سؤال مهم طبعا، ومن الأشياء الثابتة أن معظم هذه المواد التي يدمن عليها الشخص تسبب زيادة كبيرة في إفراز مادة الدوبامين في المخ، وهذا ارتبط بأنه يسبب تغييرا في المزاج أو نشوة للمدمنين، إلا أن هذه النشوة تكون مؤقتة وتتبعها المشاكل المعروفة مع الإدمان، مشاكل حياتية ومشاكل جسدية ومشاكل نفسية.

الشيء الآخر: نعم هناك أشياء أو نشاطات كثيرة جدا طبيعية يفعلها الإنسان وتؤدي إلى إفراز مادة الدوبامين: الأكل، العلاقة الجنسية الحميمة بين الزوج وزوجته، والرياضة، حتى عندما تفعل خيرا لأحد الناس، أو تقوم بمساعدة شخص آخر، هذا يؤدي إلى زيادة مادة الدوبامين في الإنسان، ومادة الدوبامين التي تأتي عن طريق هذه الأشياء الطبيعية وبصورة منتظمة فيها قد تكون أفيد، أو تكون عادة أفيد من الزيادة التي تأتي عن طريق هذه المواد المخدرة.

إذا -يا أخي الكريم- ما عليك إلا اللجوء إلى مركز علاج للإدمان، وعلاجك عادة يكون في العيادة الخارجية، لا تتطلب دخول مستشفى والمكث فيه لأسابيع أو شهور، ولكن من خلال جلسات نفسية متتابعة مع معالج نفسي يساعدك للتوقف عن تعاطي الحشيش، وتعلم أن تعيش بطريقة مختلفة في حياتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات