السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب، قبل فترة بسيطة انتقلت أنا وعائلتي إلى بيت جديد، وفي الأسبوع الأول لي في البيت، رأيت طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها الأربع سنوات، وقد أحببتها لشدة ظرفها، ولكن الموضوع قد اختلف قليلا، فقد أصبحت أفكر بها كثيرا، وأريد أن أراها، وأحضنها، وأقبلها كأنها ابنتي الصغيرة، وقد تعلق قلبي بها، فأصبحت عندما أراها أشعر بخفقان في قلبي، وأحزن، وأغضب عندما أسمع صوت بكائها، وكأنها ابنتي.
وكل حلمي هو أن أراها من قريب، لأنني دائما أراها من بعيد، وكثيرا ما أفكر أنني مسحور من قبل هذه الطفلة، حيث أنها تشغل تفكيري بطريقة غير معقولة.
والله يا إخواني إنني أحب هذه الطفلة في الله، فهل ما أعانيه حالة نفسية، أم أنني مسحور؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بما في نفسك تجاه هذه الطفلة.
لا، ما أنت عليه ليس بالسحر أو أي شيء من هذا، وإنما هو وبكل بساطة تعلق عاطفي بطفلة صغيرة، لما أثارت في نفسك ربما من المشاعر، وربما ذكرتك بشخص آخر، ولو لاشعوريا، فأنت دائم التفكير بها.
وقد يعكس هذا حاجة عاطفية في حياتك، فمثلا لم تذكر لنا أي شيء عن حياتك الخاصة، وخاصة مرحلة الطفولة، وطبيعة الرعاية التي تلقيتها من والديك، وكذلك لم تذكر لنا شيئا عن أسرتك، وما هو ترتيبك داخل الأسرة، فكل هذه التفاصيل هامة في معرفة أسباب تعلقك بهذه الطفلة.
لا شك أن تعلقك بها تعلق بريء، وليس فيه أي شيء معيب -لا قدر الله-، إلا أن هذا التعلق ليس بالأمر الحسن أو المقبول اجتماعيا وغيره، ففارق السن كبير، فأنت في 18 أي راشد بنظر القانون، وهذه طفلة صغيرة، -ولا شك- أن أسرتها لن تكون سعيدة إذا عرفوا بما في نفسك تجاه طفلتهم، وسيخافون عليها، وأنت كنت ستفعل الشيء ذاته بالخوف عليها لو كانت أختك أو ابنتك، وتعلق بها شاب غريب يكبرها بخمس عشرة سنة، أليس كذلك؟
أنصحك بالتفكير فيما ذكرته لك هنا، وأن تعمل على عدم الاسترسال بالتعلق والتفكير والعطف على هذه الطفلة، وحتى لو سمعتها تبكي فأنت لست والدها، ولست ولي أمرها لتنشغل بحمايتها أو الشفقة عليها، وأنصحك بعدم محاولة الاقتراب منها أو التعرف عليها عن قرب، فهذا ليس بالأمر الصواب.
وفقك الله، ومتعك بالحياة لتكبر وتتزوج وتنجب أطفالك، وحينها تعلق بهم كما تشاء، وأشفق عليهم، وقم برعايتهم وحمايتهم كما تشاء.
والله الموفق.